في سيناريو غير متوقع، يتعادل فريق الفتح الرياضي مع ضيفه مولودية أولمبيك بجاية الجزائري بهدف لمثله، في المباراة التي جمعتهما بمركب الأمير مولاي الحسن بالرباط، برسم إياب نصف نهائي كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وليقصى من السباق، لكون مباراة الذهاب انتهت بنتيجة التعادل (0 – 0). وبإقصاء الفتح، تكون كرة القدم المغربية عاشت نهاية أسبوع حزينة، بعد تعثر فريق الوداد الرياضي في نصف نهائي كأس عصبة الأبطال، بالرغم من انتصاره بخمسة أهداف مقابل هدفين أمام الزمالك المصري. وهكذا يتضح جليا بأن الحسم في التأهل تتحكم فيه دائما مباراة الذهاب.فتعادل الفريق الرباطي بمدينة بجاية بنتيجة ملغومة (0 – 0) جعلت مباراة الإياب مفتوحة على كل الاحتمالات، وكان الإحتمال القاسي هو التعادل بهدف لمثله بالميدان، وبالتالي يتأهل فريق بجاية، الذي سيكون في مواجهة قوية أمام فريق مازيمبي الكونغولي، الذي تأهل على حساب الساحلي التونسي. وبالعودة إلى أطوار المباراة، يظهر بأن فريق الفتح، وطيلة الشوط الأول من المباراة لم يعلن عن نفسه كفريق قوي، فريق قادر على حسم المباراة في بدايتها، كما كان يفعل خلال كل مبارياته بملعب مولاي الحسن. عدم إظهار تلك الرغبة الجامحة للانتصار ، أبعدت فريق مولودية أولمبيك بجاية عن الضغط، وجعلته يجاري فريق الفتح في لعبه، بل كان يعمد في الكثير من اللحظات إلى تنويم المباراة، لإرغام الفتح على اللعب بإيقاع بطيء، وما ساعده على ذلك أن ناصر سنجاق مدرب فريق بجاية عرف كيف يسد كل المنافذ في وسط الميدان، والاحتفاظ بالكرة، وتمريريها عرضيا، وهو ما مكن لاعبيه من ربح الوقت، ثم خلخلة المنظومة الدفاعية لفريق الفتح بمرتدات سريعة وخاطفة، وليعودوا إلى تهدئة اللعب بإيقاع تحكموا فيه بشكل كبير. هذا النهج التكتيكي الصارم قابله وليد الركراكي بمثله، وبقي يوسوفا يعتمد على فردياته، وفوزير على سرعته، في حين كان بنجلون غير قادر على التفوق في النزالات الفردية ضد مدافعي فريق بجاية. الشوط الثاني وجد فيه الركراكي نفسه مرغما على الضغط بقوة حتى يفك شفرة دفاع بجاية،فكان الاعتماد على الأجنحة، وإسقاط العديد من الكرات المقوسة داخل مربع العمليات، لكن غياب متمم للعمليات كان يفشل كل المحاولات. وأمام العجز الهجومي، كان لابد من الاعتماد على الضربات الثابتة، لكنها لم تعط ما كان ينتظره الركراكي، لأن صاحب الاختصاص محمد النهيري كان يجد دائما مدافعا يضحي «بجلده» من أجل صد الكرة. وقد كان لابد من الانتظار إلى حدود الدقيقة 73، ليتمكن النهيري من تسجيل هدف الفتح، بعد تسديدة من مربع العمليات لكرة تسلمها من ركنية. هدف الفتح، جعل لاعبي بجاية يضغطون بقوة، وساعدهم على ذلك خروج اللاعب يوسوفا آنجي وتعويضه باللاعب نايف أكرد، الذي سيرتكب خطأ قريبا من مربع العمليات في الدقيقة 89 ، سجل منه اللاعب رحال فوزي هدف التعادل في الدقية 90، لينهي آمال الفتح في الوصول إلى مباراة النهاية. التعادل المؤدي إلى الإقصاء جثم على كل مكونات فريق الفتح الرياضي التي كانت حضرت لسيناريو وحيد هو التأهل، لكن عدم تقدير قوة فريق بجاية بالشكل المطلوب أسقط اللاعبين في فخ المباراة السهلة والتأهيل السهل، ولكن واقع المباراة قرر نهاية حزينة للفتح وعشاقه، الذين ألفوا الإنتصارات،خاصة في ملعب المركب الرياضي الأمير مولاي الحسن بالرباط.