أمام حوالي 15 ألف متفرج من جماهير فريق مولودية أولمبيك بجاية، تمكن فريق الفتح الرياضي من العودة بتعادل ثمين (0 – 0)، في المباراة التي جمعتهما ليلة أول أمس الأحد بملعب الوحدة المغاربية بمدينة بجاية، التي يعشق سكانها فريقهم إلى حد النخاع. المباراة لم تكن سهلة، خاصة وأن مولودية بجاية كان يعول على تعقيد مهمة الفتح، بانتصار داخل الديار، وقد كان واثقا من ذلك، خاصة وأنه أصبح يثق في إمكانياته بشكل كبير، بعد الوصول إلى دور النصف، وهو إنجاز كبير بالنسبة لكل مدينة بجاية. طموح مولودية بجاية جعل وليد الركراكي يعد فريقه إعدادا خاصا، ترجمه خلال المباراة بضغط كبير على فريق «الموب» وذلك من أجل إرباكه، وجعله يعيش ضغطا نفسيا كبيرا، وبالتالي أصبح لاعبو المولودية يتحملون ثقل المباراة، لأن وليد الركراكي – وكعادته – لا يركن إلى الدفاع خارج الميدان، وأنه دائما يسعى إلى إرباك حسابات الفريق المنافس. الضغط خلال الشوط الأول لم يعان منه فقط اللاعبون، بل عانى منه أيضا المدرب ناصر سنجاق، الذي كان يترك المباراة ويدير لها ظهره، وتكرر هذا المشهد مرات عديدة. الضغط ازداد على المدرب ناصر عندما بدأت الجماهير تنادي بإدخال اللاعب يايا محل اللاعب التواتي، وقد وصل الحد إلى درجات الاستهجان والتهكم من المدرب، الذي تظاهر بعدم الاكتراث بمطالب الجماهير، لكنه في النهاية أدخل يايا، لكن بدلا للاعب آخر غير التواتي. هذا التغيير جعل الجماهير تزداد حنقا على المدرب. وفي خضم انشغال المدرب ناصر بالجماهير، وانشغال الجماهير بالمدرب،كان وليد الركراكي يحث لاعبيه على المزيد من الضغط، وقد كاد بنجلون أن يحقق رغبة الركراكي، وذلك عندما توغل في وسط مربع عمليات فريق بجاية، لكن الحظ جعل الكرة تصطدم بالحارس، ولينجو المدرب من غضب إضافي على اختياراته. إضاعة الهدف جعل لاعبي مولودية بجاية يغيرون نهجهم، فاندفعوا بقوة نحو مرمى الحارس الحواصلي، لكن الدفاع بقيادة مانداو وخاليص تمكن من إفشال الكثير من المحاولات الخطيرة، التي شنها فريق مولودية بجاية. وفي الدقيقة 89 يسجل مولودية بجاية هدفا رفضه الحكم المساعد الأول دوناتيان تان من الكوت ديفوار، بداعي شرود، وبعدها بدقائق وخلال الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، والذي قدره الحكم في أربع دقائق، حصل فريق بجاية على ضربة ثابتة، نفذت بذكاء خارق، ولولا براعة الحارس الحواصلي لكان الهدف قاتلا. ليعلن الحكم عن نهاية المباراة بتعادل أبيض، وليبقى الحسم معلقا إلى مباراة الإياب، التي ستجرى يوم 25 من الشهر الجاري، وستنطلق في الساعة العاشرة ليلا، أي في نفس توقيت مباراة الذهاب. تصريحان: وليد الركراكي، مدرب فريق الفتح الرياضي: «تحقيق التعادل بدون أهداف أمام فريق مولودية بجاية، وإن كان نتيجة ملغومة، فإن الجميع يعرف بأننا أقوياء على ملاعبنا واستطعنا تحقيق الانتصار في عدة مباريات. لقد كنت أعرف بأنني أواجه فريقا قويا، فريقا له جماهيره الكثيرة والكبيرة. وفيما يخص الفرص التي أتيحت لنا وتمت إضاغتها، فإنني نادم عليها. وعموما فإن مباراة الإياب فإنها ستكون بحسابات أخرى. ورهانها الوحيد هو التأهل إلى نصف النهاية. بصراحة لقد واجهنا فريقا صعب المراس، لم يصل إلى مباراة نصف النهاية عن طريق الصدفة، وقد لاحظ كل من تابع المباراة قوة هذا الفريق، الذي يمكن اعتباره فريقا متكاملا. خلال مباراة الإياب سنكون مطالبين بالإبقاء على شباكنا نظيفة لأن هدفا سيربك أوراقنا، وبالتالي سنصبح خلال المباراة نبحث عن تسجيل هدفين، وهذا سيعقد كثيرا مهمتنا.» ناصر سنجاق، مدرب مولودية بجاية: «لقد واجهنا فريقا قويا، له تجربة كبيرة في مثل هذه المنافسات، ولهذا فإنني محبط من النتيجة التي آلت إليها المبارة. الأمور لم تحسم بعد، ونحن قادرون على تحقيق نتيجة إيجابية في مدينة الرباط. وبخصوص التحكيم أتساءل لماذا رفض الحكم هدفا في وقت حرج من المباراة. سنلعب كل حظوظنا في المغرب، وهدفنا أيضا هو بلوغ مباراة النهاية بإمكانياتنا المتواضعة».