تعيش العديد من المستشفيات ومنذ مدة على إيقاع انعدام المحلول الفيزيولوجي المعروف ب «السيروم»، خاصة منه «الصالي»، والذي يستعمل لغسل الأمعاء في حالات التسمم وخلال بعض العمليات الجراحية، في حين يعتبر أساسيا بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أمراض السرطان ومرضى الكلي، الذين يعالجون في إطار حصص يكون فيها حضور هذا النوع من «السيروم» ضروريا،والذي من بين فوائده الرفع من مستويات الضغط الدموي وغيره. انعدام في بعض المستشفيات وشحّ في أخرى، يربطه البعض بالحريق الذي تعرضت له الشركة الفائزة بصفقة تزويد وزارة الصحة بهذا النوع من المحاليل شهر أبريل الفارط، الذي أتى على مخزون الأدوية، علما بأن مختبرا آخر يتوفر على هذا المحلول، لكن يستحيل على مدراء المستشفيات اقتناؤه منها خشية التعرض للمساءلة من طرف المجلس الأعلى للحسابات، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الكيفية التي يتعين بها التعامل مع هذه الثنائية، التي ترخي بظلالها في نهاية المطاف على صحة المرضى! خصاص، يتم التعامل معه بنوع من الارتجالية، كما هو الحال بالنسبة لما عاشه مستشفى سانية الرمل بتطوان أول أمس الثلاثاء، الذي وبعد ارتفاع الأصوات المنتقدة لانعدام «السيروم» تم استقدام 800 علبة، لن تؤمن سوى مدة 10 أيام، وفقا لمصادر الجريدة، علما أن قاعات العمليات الجراحية المركزية هي خلال هذه المدة، كما سائر المستشفيات، غير مشغّلة بالنسبة للعمليات المبرمجة، إذ لا يتم التعامل إلا مع الحالات الاستعجالية، وهو ما يعني إقبالا أقلّ على طلب المحلول الفيزيولوجي، مقارنة بباقي فترات السنة، وقد أكّد المندوب الإقليمي بوزارة الصحة، في تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي» أن «السيروم» متوفر بدءا من يوم الثلاثاء، وبأن الأمر يتعلق بسوء تفاهم. محلول ثانٍ هو الآخر يعيش على إيقاع الخصاص، وذلك بشكل متباين بين المستشفيات العمومية، ويتعلٌّق الأمر ب «السيروم الغليكوزي» الذي يقوم مقام الأكل، والذي يعرف تزويد المؤسسات الصحية به عدم انتظام، لقلة كمياته هو الآخر بالصيدلية المركزية، ولا يقف الأمر عند هذا الحدّ بل يشمل العديد من الأدوية التي اختفت ببعض المرافق الصحية، بينما أخرى في طريق الانقراض ، الأمر الذي يرخي بظلاله على يوميات المرضى الذين يعيشون واقعا مناقضا للتصريحات الرسمية!