تعيش عدة مستشفيات ومراكز صحية على امتداد ربوع المملكة على إيقاع انعدام مختلف أنواع الأدوية ووسائل التدخل الطبي، كما هو الشأن بالنسبة للخيوط المستعملة في الجراحات الصغيرة والكبيرة، واللصاقات والضمادات وغيرها، التي يكون المرضى مضطرين لاقتنائها، سواء تعلّق الأمر بالذين يتوفرون على بطاقة نظام المساعدة الطبية "راميد"، أو المعوزين الذين لم يتمكنوا رغم وضعية الهشاشة والعوز الاجتماعي التي يعيشونها من الحصول عليها، وذلك منذ أكثر من شهرين، في غياب أي تدخل من طرف وزارة الصحة، التي تثار علامات استفهام عديدة حول إجرائها لصفقة 2014 الخاصة بالأدوية والمواد شبه الطبية من عدمها لسنة 2015، أو أن الأمر مردّه سوء للتسيير والتدبير، سيّما وأن هناك مستشفيات لم تتوصل إلا بنسب ضئيلة من الأدوية المقررة لها عن سنة 2013، ونفس الأمر بالنسبة لسنة 2014، علما بأن حصّة/ميزانية كل مستشفى تختلف عن الآخر، وفقا لخصوصيات معينة، والتي تتراوح ما بين 600 مليون، وحوالي مليار و 200 مليون سنتيم، في حين أن حصة أدوية المراكز الصحية التي تسلك مسطرة أخرى ترسل للمندوبيات قبل توزيعها عليها، وهو ما ينذر بأن الوضع لن يزيد إلا تفاقما؟ انعدام الأدوية يأتي في وضعية جدّ دقيقة وحرجة، خاصة بالنسبة لمرضى الربو الذين يكونون عرضة لانتكاسات صحية خلال هذه الفترة من السنة التي تتميز بانخفاض درجات الحرارة، الذين لايجدون أدوية "الكورتيكويد"، والذين يوجدون على رأس قائمة المرضى بالمستشفيات، متبوعين بمرضى الجهاز الهضمي الذين بدورهم لايجدون أي دواء ليسكّن آلامهم، أما على مستوى المراكز الصحية التي تعد مراكز للقرب والمدخل للعلاجات، فهي تفتقد بدورها للأدوية التي تخصّ الأمراض المزمنة، كما هو الحال بالنسبة لداء السكري والضغط الدموي، وهي الوضعية التي تعرفها المؤسسات الصحية تزامنا وتنظيم وزارة الصحة يومه الجمعة وغدا السبت للمناظرة الوطنية الأولى للدواء والمواد الصحية، تحت شعار"السياسة الدوائية الوطنية: إطار عمل مشترك لضمان الولوج العادل للأدوية والمواد الصحية! ومن المعلوم أنه خلال شهر مارس أو أبريل من كل سنة، توجه وزارة الصحة مراسلات إلى المستشفيات، التي توزع على كافة المصالح لتقديم لائحة حاجياتها من الأدوية، التي تسلم لصيدلية كل مستشفى بهدف تجميعها وملاءمتها مع كميات وأنواع الأدوية التي يتم التوصل بها سنويا، أخذا بعين الاعتبار وضعية الأمراض والمرضى الأكثر استقبالا في كل مستشفى على حدة، ثم ترسل إلى الوزارة بهدف برمجة تاريخ طلب للعروض وإجراء الصفقة، وبعد ذلك ترسل الأدوية للصيدلية المركزية ببرشيد التي تعمل على توزيعها على المستشفيات.