عقد عامل إقليمخريبكة سلسلة من الاجتماعات مع الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية والإعلامية بالإقليم منها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والفيدرالية الديمقراطية للشغل، وذلك يوم الأربعاء 23 فبراير 2011 وهي أول هيئة تمت دعوتها. بعد العرض الذي قدمه عامل الإقليم حول الأوضاع الاجتماعية بالإقليم نتيجة الاحتجاجات والوقفات لعدة فئات حول التشغيل والسكن والأراضي السلالية وسوء تدبير بعض الجماعات، وخلال تلك اللقاءات التواصلية والاستشارية مع تلك الهيئات التي بسطت مواقفها حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية بالإقليم، تدخل الاتحاد الاشتراكي (إدريس سالك، محمد صموتي) والفيدرالية الديموقراطية للشغل (العربي إدريوش) والذين ذكروا بمواقف الحزب والنقابة حول تطورات الوضع الراهن مؤكدين على حق المواطنين في التظاهر والتعبير عن آرائهم وضمان شروط الهدوء كما قدموا دروسا حضارية في التعبير والتظاهر ،مشيرين الى التعثرات والمخاطر التي زادت من الترهل والانكماش. وقد أبلغوا عامل الإقليم مواقف الحزب من الإصلاحات السياسية والدستورية وفق ما جاء به المؤتمر الوطني الثامن للحزب، الذي أكد على ضرورة إنجاز جيل جديدة من الإصلاحات وإقرار محاربة اقتصاد الريع والامتيازات... كما أخبروا عامل الإقليم بالمذكرة الحزبية حول الإصلاحات التي رفعها الحزب إلى عاهل البلاد من أجل تطوير البلاد والمؤسسات والدستور. كما طرح ممثلو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والفيدرالية الديمقراطية للشغل بؤر التوتر الاجتماعي بالإقليم والتي تفرض التدخل الاستعجالي لعامل الإقليم لتخميدها ومنها: 1- مشكل التشغيل: نظم الشباب المعطل في خريبكة، أبي الجعد، وادي زم، بني سمير، بوجنيبة ،حطان ،بولنوار وأبناء المتقاعدين بالفوسفاط عدة وقفات احتجاجية أمام مقر الجماعات والإدارة المحلية للفوسفاط وأمام العمالة من أجل الحق في التشغيل، وضد تجاهل إدارة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط لطلبات المعطلين علما بأن تلك الإدارة فتحت مناصب عديدة وعقدت شركات عديدة مع عدة مقاولات مناولة، وتم تهميش أبناء الإقليم من تلك المناصب.. كما أن أغلب الجماعات أغلقت أبواب التشغيل مند سنوات بسبب توجيهات وزارة الداخلية... 2- مشكل السكن: يعيش سكان مجمع «الفردوس» بمدينة خريبكة المآسي مند 8 سنوات بدون ماء ولا كهرباء نتيجة المشاكل التي تركها صاحب المشروع ويبلغ عدد الضحايا ما يقارب 456 أسرة تقيم بالمجمع... ورغم الوعود والالتزامات والشكايات والاجتماعات الماراطونية في مقر العمالة ومقر وزارة الداخلية لفك ذلك الحصار والتسوية القانونية والعقارية للمجمع من أجل رفع الرهن... فإن السكان المتضررين لم يتوصلوا من جماعة خريبكة برخص السكن لفائدة 62 عمارة و114 محلا تجاريا. كما أن المتضررين من عملية «الزيتون» للسكن في إطار السكن الاجتماعي لفائدة سكان الصفيح والذين بقي منهم حوالي 190 أسرة والتي تم إحصاؤها سابقا في محضر وقعه رئيس المجلس البلدي بخريبكة الحالي ومستشارين جماعيين ، تم التنكر لهم. ورغم الوعود التي طالت فإنهم مازالوا لم يستفيدوا رغم الأشطر التي وصلت «بالزيتون» إلى حوالي خمسة... كما أن إشكالية التحفيظ والتعمير ورخص السكن ومحاربة البناء العشوائي بالإقليم عرفت عدة تجاوزات وخروقات، وحالت دون التسوية العقارية والقانونية لآلاف السكنيات بالإقليم وخاصة بعد المذكرة العاملية التي رفعها عامل الإقليم للمحافظ الإقليمي. 3- مشكل المجالس الجماعية: إن بعض المجالس بالإقليم وخاصة وادي زم وأبي الجعد وبوجنيبة وأولاد عيسى تعيش مشاكل جمة بسب التدبير العشوائي والإقصائي والتحريضي من أجل تنفيذ حملات انتخابية سابقة لأوانها، مما فرض على أغلبها عدم التوفر على النصاب القانوني لعقد الاجتماع (أبي الجعد) والتصويت ضد الحساب الإداري (بوجنيبة وأولاد عيسى) والتحريض ضد المعارضة (وادي زم)، وحولوا تلك الجماعات إلى بؤر للتوتر والفوضى. 4- المشكل البيئي: إن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط التي تستغل أراضي الإقليم من أجل استخراج الفوسفاط من خلال نزع الأراضي الفلاحية، تارة بالقانون وتارة بالقوة وبأبخس الثمن، ناهيك عن التلوث البيئي الصادر عن عمليات الاستخراج والغسل والمعالجة والتخريب بالمتفجرات والذي تضرر منها السكان المجاورين من خلال الغبار سواء بحطان أو المفاسيس أو أولاد عزوز أو بولنوار أو بوجنيبة أو بني سمير أو وادي زم أو خريبكة بدون مراقبة أو معالجة... رغم الاحتجاجات والشكايات والوقفات والاعتصامات، فإن المجموعة لم تتدخل لحماية السكان من التلوث. وفي رده على تدخلات ممثلي الاتحاد الاشتراكي والفيدرالية الديمقراطية للشغل، أكد العامل أن العمالة أحصت عدد المناصب الشاغرة بالجماعات (105 مناصب) كما أنها تدخلت لدى مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط لتشغيل أبناء الإقليم، سواء بالإدارة والأوراش أو في المقاولات المناولة وبعد جمع الطلبات ستحال على الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل ANAPEC. أما مشكل الفردوس وبعد عدة لقاءات مع المعنيين والمسؤولين وبعد لقاء مع وزارة الداخلية، تقرر إعداد التزام سيوقعه صاحب المشروع من أجل التسوية القانونية وتسليم رخص السكن. وبالنسبة لغير المستفيدين من تجزئة «الزيتون» فإن السلطة ستعيد وتحين الإحصاء القديم. وأضاف عامل الإقليم أن الجماعات التي تتخبط في المشاكل التدبيرية راسلتها العمالة وعقدت لقاءات مع بعض رؤسائها وستتابع ذلك من أجل المراقبة. أما مشكل التعمير والتحفيظ، فإن العمالة تعمل على إيجاد حلول جذرية وإيقاف المضاربات وتطبيق القانون. وفي الختام دعا عامل الإقليم إلى المقاربة التشاركية مع الهيئات من أجل تنمية الإقليم . إن لإقليمخريبكة بؤرا اجتماعية كثيرة نتيجة التهميش ولامبالاة المسؤولين والحصار المضروب عليها في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والجمعوية والبيئية بسبب غياب الإرادة السياسية من أجل إقلاع تنموي مستديم... ومن أجل إخماد تلك البؤر، على المسؤولين مركزيا وجهويا وإقليميا الاهتمام بمطالب سكان الإقليم وإنصافهم ، خاصة أن الإقليم ناضل بشكل كبير ضد الاستعمار الفرنسي من أجل استقلال البلاد وأعطى شهداء، كما أن خيراته (الفوسفاط) تساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني.