ما يحسب لرئيس الرجاء الجديد أنه كان أكثر من واضح في الندوة الصحفية التي عقدها مساء الخميس، حيت كشف عن حقيقة ميزانية الفريق، لم يكن أمامه من مخرج سوى البوح بحقيقة الأشياء، خاصة وأن الواقع بالفريق الأخضر لا يشجع على العمل ولن ينتج الإضافة التي ينتظرها الجمهور. الرجاء في طريق الإفلاس، الأزمة كبيرة، الديون تجاوزت 16 مليار و 800 مليون سنتيم، كلمات ظل يرددها الرئيس الجديد، كلمات كذبت كل ما روجه الرئيس السابق محمد بودريقة وكتبه في تقريره المالي الذي ما زال مثار شكوك حول مصداقيته، بعد أن صرح ممثل الجامعة بأنه لم يتم التصويت عليه في الجمع العام، وما زلنا مع ذلك لم نسمع رد رئيس الجامعة حول هذه النقطة. ما صرح به حسبان من أرقام مثيرة، وما جاء في التقرير المالي يدخل في خانة تزوير الحقائق، وهو ما يقتضي من الرئيس الجديد التحرك في الاتجاه الوحيد المتخصص في الفصل في مثل هذه الحالات ، والمطالبة بافتحاص محايد ورسمي للوقوف على حقيقة ما صرح به بوديريقة وحسبان، وتحديد الطرف أو الأطراف التي كانت سببا في هذه الكارثة، عوض الدخول في عملية « السعاية « لإنقاذ الرجاء من الإفلاس كما جاء على لسانه، لأن مؤسسات الدولة أو الجامعة أو غيرهما ليسوا مسؤولين عن مأساة فريق تسبب فيها أناس معلومون. لا نفهم المبرر الذي سيقدمه رئيس الجامعة وهو يمنح الرجاء 5 ملايير سنتيم للخروج من أزمتها، في الوقت الذي تعاني منه جل الفرق بالبطولات الوطنية أزمة منذ سنوات ولم يلتفت لها أحد. وفي أي إطار سيتم تقديم هذه الأموال، هل صدقة أم منحة أم قرضا. كما لا نجد مبررا واحدا كي تتصرف الإدارة العامة للجماعات المحلية في أموال دافعي الضرائب وتمنح منها للرجاء 2 مليار سنتيم، في الوقت الذي ظلت فيه هذه الإدارة تتفرج على مآسي جمعيات رياضية وهي تنهار من شدة أزماتها المالية دون أن تحرك ساكنا. أزمة الرجاء المالية لم تأتي بسبب ظروف كوارث الطبيعة من زلازل وفضيانات، ولم تلتهم النار صندوق ميزانيتها، حتى تطلب دعما من الجهات التي جاءت في كلمة رئيس الرجاء خلال الندوة الصحفية، بل جاءت بسبب سوء تدبير مسيريها وعليهم أن يتحملوا مسؤوليتهم، حتى لا تستمر عادة، افعل ما تشاء وارحل وقت ما تشاء. الموضوع لا يتعلق بهامش خسارة مالية صغيرة، وما حاول حسبان تبريره بخصوصها لا مبرر له أيضا، لأن مداخيل ملعب مركب محمد الخامس لا يمكن أن تتجاوز في أحسن الأحوال المليار سنتيم، فالفارق كبير جدا، وعوض البحث عن صدقات من هنا وهناك، ومحاولة اللعب على وثر الأحاسيس ومغازلة المشاعر، يجب التعامل بوضوح والمطالبة بالمحاسبة لتبرير صرف كل المليارات الضائعة.