في الوقت الذي انتظر فيه محبو الوداد وكل من له غيرة على هذا الفريق الكبير أن تنتهي أزمة مكتبه المديري بمجرد انتخاب سعيد الناصري رئيسا له خاصة بعد نجاحه بالفوز بالبطولة الوطنية وانتعاش ميزانية فرع كرة القدم الذي يترأسه، لكن كل الأماني تبخرت بعد أن توترت الأجواء بين الناصري وفروع النادي وصلت إلى حد الإعلان عن جمع عام استثنائي نهاية الشهر الجاري لانتخاب رئيس ومكتب جديدين. وللوقوف على حقيقة ما يجري، بعد أن اقتصرت كل الاتصالات الصحفية بالناصري وتم استثناء الطرف الآخر، حيث اعتبر رئيس المكتب المديري ورئيس فرع كرة القدم أن له الحق في ما اتخذه من قرارات، وبأن بعض الفروع غير قانونية وبأن الباقي يهدف إلى البلبلة وأنه مستعد لتقديم استقالته شريطة وجود المسؤول المناسب الذي لا ندري كيف يتصوره، اتصلنا بأحمد زكي عضو المكتب المديري ورئيس فرع السباحة حيث وقفنا على واقع ما كنا نتصور أن ناديا بحجم الوداد يعيشه، ناديا تعتمد فرقه على " السعاية " للتسيير حتى تبقى على قيد الحياة كما صرح زكي. p كثر الحديث عن الصراع بين المكتب المديري ورئيسه سعيد الناصري رئيس فرع كرة القدم، ماهي الحقيقة في ما يجري؟ n لابد من الإشارة أولا أن دور المكتب المديري يبقى هو ضمان السير العادي لكل فروعه، وهذا لا يحدث مع الوداد بعد أن تملّص سعيد الناصري بصفته رئيسا لالتزاماته التي وعد بها والمتمثلة في ضمان الدعم لهذه الفروع. لقد تم انتخاب الناصري كرئيس للمكتب المديري كمرشح وحيد، وبالمناسبة فهو من سعى إلى هذا المنصب ولم يرشحه أحد، تمت تزكية ترشيحه بعد العديد من الوعود التي قطعها على نفسه وطلب صلاحية اختيار أعضاء المكتب وهو ما تمت الموافقة عليه. وبعد ذلك انقطعت أخباره وظلت الفروع تنتظر حيث لم يعقد المكتب المديري ولا اجتماع منذ انتخابه، واستمر الأمر إلى نهاية الموسم الرياضي الماضي، وأمام هذا الوضع وجدت بعض الفروع التي ساندته حرجا في الاستمرار في الدفاع عنه واعترفت بأنها أخطأت في قرارها خاصة وأنها وباقي الفروع تعاني أزمة مالية خانقة تهدد بتوقيف أنشطتها، حيث أنها لم تعد قادرة على تدبير ميزانية التسيير من جيوب مسؤوليها وبطرق لا تشرف فريق اسمه الوداد. p هل حاولتهم الاتصال به من جديد؟ n كل المحاولات باءت بالفشل، بعثنا برسالة وطلبنا عقد اجتماع عاجل وتوصل الناصري بها لكن لم نتوصل بأي جواب، وبعد ذلك كوّنا لجنة تم تكليفها بالاتصال به، وبعد أخذ وردّ ومراوغات عقدنا اجتماعا في الشهر الماضي، لكن رده كان صادما بعد أن اشترط على أن أي فرع يريد الاتصال به لابد أن يكون متوفرا على وصل إيداع من السلطات المحلية التي تشترط بدورها موافقة رئيس المكتب المديري لتفادي مشكل انتخاب مكتبين. فكيف يطالب بوصل الإيداع وهو لا يمنح الترخيص بذلك. p لكن، لماذا كل هذا العناد من رئيس المكتب المديري؟ n في رأيي أنه بعد انتخابه رئيسا للعصبة الاحترافية بدأ يتطلع لرئاسات جديدة، فهو مولوع بالزعامة ولكي يصل إليها فهو مستعد لفعل أي شيء، كما فعل في الانتخابات بعد أن استغل اسم الوداد في حملته وأقحم بذلك اسم فريق كبير في السياسة دون اعتبار لقيمته التربوية وتاريخه وقيمة رجالاته، هو يبحث دائما عن مظلات. p يروج أيضا أنه تملص حتى من اتفاقيات سابقة كان معمولا بها مع المكاتب المديرية السابقة؟ n ها صحيح، ففي عهد الرئيس الطيب الفشتالي تم الاتفاق على ترويج فرع كرة القدم لعلامة الوداد " لوغو " ويتكلف أيضا بمداخيل مركب محمد بنجلون على أن يتوصل المكتب المديري بنسبة من المداخيل يتم صرفها عل باقي الفروع، لكن الناصري رفضها جملة وتفصيلا، وادعى بأن الفروع عاجزة على تدبير أمورها والبحث عن موارد، كما أنه أخلّ بوعد البحث عن مسييرين يمكنهم دعم الفروع. ما لاحظناه هو أنه يتهرب ويرفض كل فرص الحوار، إنه يراوغ لربح الوقت. p هذا ما دفعكم للمطالبة بعقد جمع عام استثنائي؟ n بالطبع، لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر، نحن أمام نادي كبير يسمى الوداد البيضاوي بقاعدته الجماهيرية الكبيرة وبتاريخه الحافل بالألقاب والرجالات. الفروع تعيش وضعا كارثيا، نخجل كودايين حين نسمع أن مكتب فرع كرة السلة قدم استقالته لاستحالة التغلب على الأزمة التي يعيشها، وقد تتبعه فروع أخرى. ما نستغرب له هو أن الناصري وللتهرب من المسؤولية يروّج لكلام لا فائدة منه، فهو يدّعي أن المشكل لا يتجاوز كونه خلافات سياسية بحكم انتمائه لأحد الأحزاب وترشح باسمه، ونحن نرى أن المشكل الرئيسي ينحصر في التسيير. فرئيس المكتب المديري هو المسؤول الأول عن كل فروع النادي، وإذا أراد أن يتكلم عن قانونية الفروع فإن فرع كرة القدم بدوره غير قانوني بحكم أنه لم يعقد جمعه العام في التاريخ الذي حددته الجامعة. سنعقد جمعا عاما استثنائيا وسننتخب رئيسا جديدا ومكتبا بعد أن طالب بذلك ثلثي الفروع. p أمام هذا الوضع، كيف تدبر الفروع أمورها؟ n سأكون صريحا، يساهم رؤساء الفرق من جيوبهم، في الوداد نعتمد أسلوب السعاية لضمان بقاء فرقنا صامدة، وهناك لابد أن نشير أن العديد من المحسنين الذين نلتجئ إليهم يستغربون كون الوداد وصل به الأمر إلى هذا النوع من تدبير ميزانيته وفرع كرة القدم مداخيله السنوية تتجاوز ثماني مليارات، نحن لا نطالب سوى ب 200 مليون سنتيم توزع على كل الفروع البالغ عددها 16 فرعا. فحين يتحدث الناصري عن عجزنا على تدبير أمورنا فهو يجهل أن المستشهرين يطالبون دائما بوجود فرع كرة القدم لقاعدته الجماهيرية الكبيرة، وهنا أستحضر المرحوم عبدالرزاق مكوار الذي كان يخصم جزءا من مداخيل أي اتفاقية للإشهار لدعم فروع النادي. يجب أن يعلم الجمهور الودادي أن فروع الفريق لم تتوصل بأي دعم منذ ثلاث سنوات كما أنها لا تتوصل بأي دعم من الجامعات المنتمية إليها ولا من السلطات المحلية بالدارالبيضاء.