تؤكد مواصلة اعتقال الدواعش يمختلف مناطق المغرب أنه صار من المفروض التساؤل من جديد عن أنجع خطة لمواجهة إخراج الإرهابيين من جحورهم ومطاردتهم في عقر دارهم، خاصة أن التقارير الأمنية والاستخباراتية الخاريجية توضح أن مؤشرات التهديد الإرهابي، خلال هذا الصيف، ستكون مرتفعة، مما يقتضي معه رفع حالة التأهب إلى أقصاها. فقد حذرت وزارة الخارجية الأمريكية، منذ ثلاثة أيام، مواطنيها من تهديدات محتملة بشن هجمات إرهابية في أوروبا هذا الصيف، قائلة إن الأهداف قد تشمل بطولة كرة القدم «يورو 2016» في فرنسا. وأضافت أن السياح الذين يزورون أوربا في أشهر الصيف، قد يشكلون هدفا محتملا أكبر للإرهابيين الذين يخططون لمهاجمة الأماكن العامة، وخاصة في المناسبات الكبيرة. وجاء في بيان الخارجية الأمريكية: « ملاعب بطولة كأس الأمم الأوروبية ومناطق المشجعين وأماكن الترفيه التابعة لبث البطولة في فرنسا وجميع أنحاء أوروبا تمثل أهدافا محتملة للإرهابيين». وتأسيسا على ذلك، جرت الشرطة الفرنسية يوم الثلاثاء الماضي محاكاة لاعتداءات تستهدف «ستاد دو فرانس» في باريس ومناطق أخرى استعدادا للأسوأ، قبل 10 أيام من انطلاق فعاليات كأس أوروبا لكرة القدم. وقد أتى هذا التدريب في إطار الاستعداد لمواجهة أي اعتداء إرهابي قد يستهدف مباريات كأس أوروبا، وجرى في أشهر ملاعب فرنسا شمالي باريس بحضور نحو 250 شخصا لعبوا دور الجمهور ونحو 200 شخص آخرين من عناصر الشرطة والإطفاء والإسعاف. فالمفروض، في المغرب المعنى على نحو كبير بالتهديد الإرهابي أن يعمل على تسخير كافة الإمكانيات الضرورية لملاحقة أنصار داعش حيثما وجدوا وكيفما كان الغطاء الذي يحتجبون وراءه، وذلك حفاظا على النظام العام وحماية للأشخاص والممتلكات وصيانة لبلادنا من كل أشكال العنف والتطرف. إن الحرب على الإرهاب التي تمارسها أجهزة الأمن باقتدار كبير حظي باعتراف كبير، هي حرب حظيت بإجماع عالمي بما في ذلك إجماع الدول العظمى والقوى الإقليمية الكبرى، ذلك أنها صراع بين العالم الحر والتطرف الإرهابي، وبين الحضارة و الهمجية، وهي بالإضافة إلى ذلك حرب أصبح من الواضح أنها طويلة الأمد، وينبغي أن تستغرق الحاضنين للإرهاب و»المبشرين» به والداعمين له، إن على المستوى الإيديولوجي أو المالي، وخاصة تلك الجمعيات والحركات الأصولية المتشددة الراعية للإرهاب. أن أهم انتصار ينبغي أن نحققه في الحرب على ما يسمى الإرهاب، لا يتمثل في التخلص من نظام البغدادي في سوريا والعراق، ولا في التخلص من طالبان في أفغانستان، ولا في الإطاحة ببوكو حرام في نيجيريا، بل أساسا في إزالة جرثومة الإرهاب من الأدمغة واستئصالها من التربية، وذلك بالمراهنة على صناعة الانسان، وعلى تربيته وتثقيفه وتنويره، لا على تركه لقمة سائغة أمام فقهاء الظلام.