تعيش عدد من المحاور الطرقية على مستوى عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء، حالة من «التسيب والعشوائية «على مستوى السير والجولان، التي لا تقف مسبباتها عند الأشغال الاستثنائية للخط الثاني من «الترامواي»، بل هي تعكس طبيعة السياسة الأمنية على مستوى السير والجولان، التي تؤشر على نوع من «غياب الردع القانوني « مما يتسبب في حالة من الفوضى التي ترخي بتداعياتها على يوميات مستعملي الطريق، وترفع من معدلات حوادث السير، ومن منسوب التوتر وتبعاته، التي تتطور إلى مشادة ومواجهات مفتوحة على كل الاحتمالات! الوضعية المثيرة للسخط، تتعدد تفاصيلها وتتكرر سيناريوهاتها، وتبلغ ذروتها على مستوى الرقعة الجغرافية الممتدة من تقاطع شارع احمد الصباغ ومحج محمد السادس في اتجاه عين الشق، في ظل «تراخ» أمني، حيث تستأسد العديد من سيارات الأجرة من الصنف «الكبير»، وتحول المكان إلى ساحة مفتوحة على كل أشكال التيه، إذ لا يجد بعض السائقين أدنى حرج وهم يلتفون ب «طاكسياتهم» للوقوف منتصف الشارع قادمين من عين الشق من أجل العودة إليه، عوض إتمام الرحلة صوب درب عمر، وهم يحولون دون مرور أصحاب الإشارة الضوئية الخضراء القادمين من شارع احمد الصباغ. ويتكرر نفس المشهد، سواء من خلال الوقوف في الوضعية الثانية أو الثالثة على بعد أمتار قليلة من تقاطع الفداء ومحمد السادس، أو تتحول هذه السيارت ما بين اليمين والشمال في رقص مستفز، وفقا لإشارات الأصبع والأيدي التي قد تُرفع هنا أو هناك في غفلة من الجميع ودونما اكتراث، مستفيدين من غياب أمنيين، أو تقاعسهم، في حال وجودهم، عن التدخل لتصحيح الوضع والاختلالات؟ فوضى طرقية، تبلغ ذروتها بنهج بعض سائقي سيارات الأجرة من الصنف الأول، لسياسة مرورية تعتمد على المناورة و «سرقة» المسافات، وذلك بولوج محطة البنزين المتواجدة عند ملتقى الفداء ومحمد السادس، والعودة مجددا إلى الشارع في اتجاه عين الشق، أو التطاول حتى على جزء من الرصيف الذي يفرق جانبي شارع الفداء الذي طالته أشغال «الترامواي» متسببين في حوادث للسير، نتيجة لخروجهم المفاجئ، وما يزيد الطين بلّة «المدارة» المسيّجة بفعل «الحفريات» التي يتواصل حضورها منذ شهور دون العمل على إنهاء ما شهدته من أشغال والتي تزيد من تضييق مساحة نصف محج محمد السادس المتحدث عنه، وهو ما يجعل من اصطدام السيارات أمرا متعايشا، والذي يتساوى فيه المخالف و الضحية في غياب كل أشكال الضمير الإنساني! صورة تتكرر بشارع الفداء على بعد خطوات من ساحة السراغنة، وعلى مستوى تقاطع زنقة إفني ومحج محمد السادس، وعلى مستوى شارع 2 مارس، على مقربة من ثانوية محمد الخامس، حيث يجد أصحاب السيارات أنفسهم في وضعية مخالفة لتوقفهم في الوضعية الثانية، لكون أمكنة الوقوف هي محتلة من طرف عربات باعة جائلين، لم يتم حثهم على إخلاء الطريق، بل تم غض الطرف عنهم ل «تصيّد» بعض أصحاب السيارات، وغيرها من الملاحظات التي تجعل من التنقل في درب السلطان، أشبه بمهمة مستحيلة مفتوحة على كل «المواجهات»!