هي شغوفة بالموسيقى، ليس حبا في الموسيقى ذاتها، بل لأنها تجعل جسدها يخرج حركاته وفق إيقاعاتها، ويعبر عن نفسه بواسطة الرقص الذي تعتبره من مكونات ومكنونات وجودها، إذ لا يمكنها أن تسمع معزوفة أو مقطوعة موسيقية دون أن يتحرك مارد الرقص في أحشائها، ليتجلى حركات ورقصات يتماهى فيها الجسد مع النغمات والإيقاعات ليقول لغته الخاصة التي تترجم النغمة إلى حركة. وهي مولعة بالمسرح والتشخيص، لأن التمثيل بالنسبة لها هو بمثابة لغة أخرى للسان الجسد، تعبر من خلاله عن تجليات أخرى مغايرة، حين تخرج من نفسها لتتقمص شخصيات وأدوارا تحيي بها ومن خلالها حيوات متعددة. إنها الفنانة المسرحية، ابنة الرباط،علية جبور، التي أحبت الرقص والتمثيل منذ نعومة أظافرها، ولم تكتف بما حباها به الله من موهبة، بل ألحت على صقل تلك المواهب بالتعليم والمران والمراس، لتلتحق للدراسة لمدة ثلاث سنوات بمحترف الفن المسرحي الذي تخرج منه زمرة من خيرة الممثلين والممثلات المغاربة، كالمرحوم بصطاوي ومحمد خيي وغيرهما كثير. مثلما التحقت لتعلم الرقص، وخاصة الرقص الشرقي، بأحد مراكز الرقص بالرباط. ورغم أنها اكتشفت مواهبها في الرقص والتمثيل مبكرا خلال المرحلة الابتدائية من دراستها، من خلال الانخراط في أنشطة حركة الطفولة الشعبية آنذاك، إلا أن لقاءها بزوجها الفنان المسرحي أحمد جواد، هو الذي سيمهد لها الطريق نحو الدراسة والاحتراف، ويفتح لها آفاق الانتماء إلى أبي الفنون بما يستوجبه من جدية والتزام ومسؤولية. هكذا، ومباشرة بعد تخرجها من محترف الفن المسرحي، سيختارها الفنان نبيل لحلو لأداء دور في مسرحية »"السلاحف"«، وهي المسرحية التي تم دعمها من طرف وزارة الثقافة إلى جانب ثلاث مسرحيات أخرى، لكل من المرحوم الطيب الصديقي وعبد القادر البدوي، ومحمد الخلفي خارج لجنة الدعم، لما كان محمد الأشعري وزيرا للثقافة في حكومة التناوب التي قادها الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي. مثلما ستشارك في سنة 2004 في مسرحية "»ولد مو"« وهي من تأليف سعد الله عبد المجيد وإخراج زوجها أحمد جواد، وبعدها مسرحية "هو" التي تتناول موضوع سنوات الجمر والرصاص بالمغرب كاستحضار للذاكرة الجماعية، حيث تم الاشتغال على نص زجلي هو »"كناش لمعاش"« لإدريس المسناوي، وهي المسرحية التي تم دعمها من طرف المجلس الوطني لحقوق الإنسان. وبعيدا عن المسرح، قريبا منه، شاركت الفنانة علية جبور في الشريط التلفزي »"ليلة المجنون"« لمحمد لطفي، إلى جانب كل من الفنان الكبير محمد مفتاح ورشيد الوالي، حيث أدت دور صديقة تاجر مخدرات. مثلما شاركت في مسلسل "»خط الرجعة"،« وهو مسلسل من 15حلقة أخرجه محمد منخار للقناة الأولى. وفي قصة حقيقية هذه المرة، وهي قصة واقعية تصلح لأن تكون شريطا تلفزيونيا، أنه بعد مشاركتها في مسلسل »"خط الرجعة"« سترجع الفنانة علية لزوجها بعد فترة من الطلاق. والقصة وما فيها أن الفنانة اختيرت إلى جانب زوجها أحمد جواد للمشاركة في فيلم قصير يحمل عنوان" »حتى الصوت عندو صورة" وهما حينذاك منفصلان. واقتضت قصة الفيلم أن تلعب الفنانة علية دور الزوجة والفنان أحمد جواد دور الزوج، لهما طفل ضرير هو محور الفيلم، ليجد الزوجان نفسيهما بعد نهاية الفيلم وقد عادا الى بيت الزوجية المشترك، ليطابق الخيال الواقع!. الفنانة علية جبور الآن، هي أم لطفلين: المهدي 16 عاما، ومناسة 4 سنوات، وتحاول المزاوجة بين دور الأم، الذي هو من أجمل الأدوار على الإطلاق، والأدوار النوعية التي تؤديها سواء في المسرح أو في التلفزيون، وهي تشارك الآن في مسرحية »"درس في الحب"« إلى جانب زوجها الفنان أحمد جواد، وكلها أمل في أن تجد في المستقبل المنظور من الأدوار في المسرح أو التلفزيون أو السينما، ما يجعلها تخرج من طاقاتها وتبرز مواهبها المتعددة.