وأخيرا تم "تحرير" ساحة بوشنتوف المتكونة من فضاء أخضر عبارة عن حديقة تعتبر المتنفس الوحيد للساكنة المجاورة، بعدما تم ترحيل الطاكسيات البيضاء التي كانت تحتل المكان وتحاصر المرور إلى جوار محطة القطار (مرس السلطان) المتواجدة بدرب بوشنتوف الزنقة 01، من طرف السلطات المحلية مدعمة بالسلطات الأمنية، حيث لم تقتصر العملية على ترحيل الطاكسيات، بل شملت أيضا حتى سيارات نقل السلع "الهوندات" . هذه العملية خلفت ارتياحا كبيرا وأثرا إيجابيا لدى الساكنة المجاورة التي وبعد أكثر من عقد من الزمن، تنفست الصعداء وأصبحت تتمتع برحابة الزنقة 40 وبالفضاء الأخضر، حيث أصر البعض على تصوير مشاهد الترحيل عبر الهواتف النقالة قصد توثيق اللحظة. ولكي يعود الفضاء المحرر لما كان عليه في السابق من نقاء، حسب ما أكدته العديد من الفعاليات الجمعوية بالمنطقة، يجب على السلطات المحلية والمنتخبة على الخصوص أن تنتبه إلى بعض الجزئيات المتمثلة في المجال البيئي خاصة النظافة، حيث أصبحت الحديقة في بعض أركانها مطرحا للنفايات، علما بأن هذا المحيط يزخر بمحلات خاصة لتحضير الأكلات الخفيفة إلى جانب وجود محلات بالأزقة المجاورة لبيع الخضر والسمك والدجاج، مع وجود محلات لترياش الدجاج، هذا بالإضافة لمحلات صناعة الأحذية والأحزمة الجلدية، دون أن ننسى نفايات المنازل. اليوم وبعد عملية "التحرير"، أصبح لزاما على المسؤولين الانتباه إلى هذا المجال، والعمل على تنظيم عملية وضع الأزبال والعناية اللازمة بالحديقة التي تأثرت كثيرا خلال احتلال محيطها ومساحات منها من طرف الطاكسيات والسائقين وبعض الباعة الجائلين، ثم لابد ، يضيف جمعويون، من الانتباه إلى مسألة ثانية وتهم على الخصوص السلطات الأمنية و المحلية، ذلك أنه في الضفة الأخرى من محيط الحديقة توجد مقهى خاصة بالرهان (التيرسي)، والتي يتجمهر حولها وأمامها مجموعة كبيرة من "المبتلين" بالرهان ، مما يضيق على النساء اللواتي يخرجن للبحث عن ضوء الشمس، التي لا تتسرب داخل بيوتهن الضيقة والمظلمة. وفي نفس السياق، فإن انتقال الطاكسيات إلى المكان الجديد، سينعش لا محالة محطة القطار مرس السلطان والمحيط ، مايستوجب تحسين وتدعيم الإنارة وفتح هذه المحطة من جديد في وجه المسافرين كنقطة النزول أو الركوب، وبالتالي ستخفف من الاكتظاظ الذي تعرفه محطة الوازيس ،علما بأن محيط هذه الأخيرة لا يتوفر على مساحة لوقوف الطاكسيات كالتي توجد بالقرب من محطة مرس السلطان، ممايعطي انطباعا إيجابيا، كون اختيار هذا الموقف لم يكن اعتباطا، بل جاء بعد دراسة في أفق خدمة الساكنة والمواطنين عموما وإنعاش المحيط.