لعبت المحطات الفضائية المصرية والعربية والأجنبية دوراً اساسياً في الأزمة التي تشهدها مصر، منذ انطلاق انتفاضة 25 يناير وحتى اليوم. ووقفت قناة «الجزيرة» في طابور القنوات المعارضة للنظام والمؤيدة لانتفاضة الشعب، وخلفها عدد كبير من القنوات أهمها «بي بي سي عربي»، و«يورونيوز»، و«الاتجاه»، و«المستقلة»، و«القدس»، و«العالم». بينما وقفت قنوات التلفزيون المصري، وخلفها محطات مصرية خاصة مثل «الحياة» و«المحور» و«دريم«» في خانة القنوات التي تؤيد النظام، وتطلب إعطاء فرصة للحكومة الجديدة من أجل تنفيذ الإصلاحات. الاختلاف بين كلا الفريقين الإعلاميين يبدو واضحاً. فالخطاب الإعلامي يختلف تماماً بينهما. والضيوف الذين يطلون هنا، لا يستضافون هناك.. ما جعل مراقبين محايدين يؤكدون سقوط الأقنعة من فوق أوجه الإعلام المرئي. فكل يغني على ليلاه. واتضح أن الحياد الإعلامي والموضوعية وتحري الدقة وميثاق الشرف الإعلامي وغيرها من القيم المهنية التي يتشدق بها كلا الفريقين، لم تكن الا مجرد شعارات. ويبدو المشاهد هو الخاسر الأكبر، في ظل عدم تقديم المعلومة بشكل صحيح وموضوعي. الفريق المؤيد للثورة يسعى أحياناً الى التهويل في الأرقام وفي الأهداف، فيقول «الملايين يتظاهرون في ميدان التحرير مطالبين بإسقاط النظام». وفي المقابل يسعى الفريق المؤيد للنظام الى عرض أرقام من شأنها «تنفيس» الثورة - حتى لو كان هذا على حساب مطالبها المشروعة جدا - فيقول «آلاف المتظاهرين في ميدان التحرير يطالبون بإصلاحات سياسية واقتصادية». وبين هذا الفريق وذاك تضيع الحقيقة وتضيع ثقة المشاهد في الإعلام. هذا الواقع، دفع أحد المراقبين للقول على سبيل السخرية: «إذا أردت أن تعرف الحقيقة، فعليك الجمع بين الرقمين اللذين يعرض كل منهما طرفا الإعلام، ثم تقسمهما لتحصل على متوسط عدد المتظاهرين في ميدان التحرير، وكذلك عدد المصابين والقتلى». الجدير بالذكر أن فريقي الفضائيات اقتسما مشاهير المجتمع من السياسيين والرياضيين والفنانين. الفريق المؤيد للنظام يدعمه نقيب الممثلين أشرف زكي، والفنانون غادة عبد الرازق، وعادل إمام، وأحمد السقا، وطلعت زكريا وغيرهم. الى جانب «الرياضيين» مرتضى منصور، وحسام حسن، وإبراهيم حسن وغيرهم. بالإضافة الى المفكرين السياسيين الدكتور مصطفى الفقي والدكتور أحمد كمال أبو المجد، والدكتور حسام بدراوي وغيرهم. بينما يدعم الفريق المؤيد للثورة الفنانون خالد الصاوي، وخالد أبو النجا، وخالد نبوي، والمخرج خالد يوسف، والمخرجة كاملة أبو زكري وغيرهم. والرياضي الدكتور علاء صادق، والسياسيون الدكتور محمد البرادعي المدير السابق «للوكالة الدولية للطاقة الذرية»، والدكتور أسامة الغزالي حرب، ومنسق حركة «كفاية» جورج إسحاق وغيرهم . وأدت اللعبة الإخراجية أيضاً في تلك القنوات دوراً محورياً. فالقنوات الحليفة للنظام رصدت الصورة »من بعيد« في التظاهرات الاحتجاجية، وبالتالي لم ير المشاهد لافتات المتظاهرين بوضوح، كما لم تسمع هتافاتهم. بينما القنوات المؤيدة للثورة التقطت الصورة على مسافة قريبة، فبانت لافتات المتظاهرين، كما نقلت صوت الهتافات النابض بوضوح. عن « السفير»