كشف تقرير سنوي عام أعدته اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية التي يتولى اتحاد إذاعات الدول العربية أمانتها الفنية، حول وضعية البث التلفزيوني العربي الفضائي في سنة 2009، أن عدد القنوات العربية الفضائية بلغ إلى حدود نهاية السنة المذكورة، 696 قناة تتوزع بين الشبكات التلفزيونية الحكومية وشبكات القطاع الخاص. ولاحظ التقرير التقرير أن هذا الأخير يستحوذ على النصيب الأكبر منها بمجموع 599 قناة تتوزع بين القنوات الجامعة (161 قناة) والقنوات المتخصصة ( 438 قناة)، فيما الشبكات التلفزيونية الحكومية تتحدد في 97 قناة من بينها 49 قناة جامعة و 48 قناة متخصصة. وهو ما يمثل زيادة بنسبة 40 في المئة عن تقرير (2007 - 2008) أي بحوالي 177 قناة، وتستعمل كلها، كوسيلة بث، سبعة عشر (17) قمرا اصطناعيا، في مقدمتها الأقمار الاصطناعية العربية «عربسات سات (بدر)»، «نايل سات» و«نور سات». ولاحظ التقرير، أيضا، أن مؤشر القنوات العربية الفضائية في ارتفاع مستمر، إذ لا تخلو الأقمار الاصطناعية العربية والأجنبية من الإعلان المتواصل عن قرب إطلاق قنوات عربية جديدة. وفي سياق مسحه لطبيعة بث القنوات العمومية استنتج تقرير اللجنة العليا للتنسيق، أن أكثر مجالات التخصص في هذه الأخيرة هو المجال الرياضي، إذ يبلغ عدد القنوات 15 قناة وكلها قنوات غير مشفرة، من منطلق أنها قنوات تقدم خدمة عمومية، وهو نفس عدد القنوات التعليمية الثقافية تقريبا (13 قناة)، غير أن هذه الأخيرة لا تعكس حقيقة الوضعية الثقافية في العالم العربي، باعتبار أن نصف الرقم المبرز تحتكره القنوات التعليمية المصرية (7قنوات)، مما يوضح محدودية الاهتمام الثقافي التربوي بقنواتنا العربية، بالرغم من أن بقية القنوات العربية العمومية تقوم، بين الفينة والأخرى بإدراج المادة التعليمية في خريطتها الرامجية.. وعلى مستوى القنوات المتخصصة في المادة التلفزيونية الوثائقية بالشبكات العمومية، أقر التقرير بغياب تام لهذه القنوات المتخصصة، وكل ما يتوفر على مستوى الفضاء هو «ملك» للقطاع الخاص، في حين أن القطاع العمومي يكتفي فقط ببث برامج من هذا «الجنس» التلفزيوني بشكل متقطع. ونفس الوضعية تعكسها حقيقة القنوات المتخصصة في الأسرة والطفولة، فالشبكات العمومية العربية هي خلو من شيء اسمه قناة الطفولة والأسرة باستثناء قناة واحدة هي «قناة النيل للأسرة والطفل»، ومن ثم تكتفي هذه الشبكات بمقاربة هذا الموضوع من خلال برامج منوعة. والأمر، كذلك، يسقط على القنوات الحوارية، إذ لا وجود تماما لهذا النمط في تركيبة الشبكات التلفزيونية العمومية، إذ كل ما يوجود هو برامج معينة إما يومية، أسبوعية أو شهرية، ، وبالتالي استنتج التقرير، بالرغم من كل هذه الغيابات، أن البث العمومي في المنطقة العربية، يعرف من الناحية الكمية نموا مطردا في عدد قنواته، حيث أن معظم الدول العربية لديها أكثر من قناة عمومية واحدة، كما أن هناك توازنا في ما يخص القنوات الجامعة (49) والقنوات المتخصصة (48). وبالنسبة للشبكات التلفزيونية المنتمية للقطاع الخاص، سجل التقرير النمو المتسارع جدا لمؤشر تواجده في الأقمار الصناعية العربية والأجنبية، ومن أهم ممثلية في هذا الاتجاه، يذكر التقرير: شبكة راديو وتلفزيون العرب (88 قناة)، شبكة شوتايم (48 قناة)، شبكة أوربيت (33 قناة) وشركة المجد للبث الفضائي (13قناة)، وجميعها تتوزع بين قنوات جامعة، ومتخصصة، وقنوات مفتوحة ومشفرة، فيما عدد قنوات الشبكات العربية الخاصة الأخرى يترواح ما بين قناة واحدة وتسع قنوات. وأضاف التقرير أنه بجانب النمو العددي، فإن هذا القطاع حقق توسعا على مستوى فضاء البث، إذ امتد خارج المنطقة العربية في فترة زمنية قياسية بفضل ظهور وانتشار تقنيات الضغط الرقمي، وانفتاح البلدان العربية على القطاع الخاص، وإدراك الخواص لأهمية الاستثمار في هذا المجال... كما سجل أن صنف التخصص المسيطر على القنوات المتخصصة هو الموسيقى والمنوعات، حيث ينفرد بأعلى نسبة في مجموع القنوات المتخصصة في البث الفضائي العربي، إذ يصل عدد القنوات 115 قناة بنسبة 23.4 في المئة تليه قنوات الدراما ب75 قناة بنسبة 13.8 في المئة، والرياضة ب56 قناة بنسبة 11.4 في المئة، والقنوات الاقتصادية والتجارية 41 قناة، والقنوات الحوارية 31 قناة بنسبة 15 في المئة، والقنوات الدينية أو العقائديةب39 قناة بنسبة 8 في المئة، والقنوات الإخبارية ب 34 قناة بنسبة 7 في المئة. وحول نظام البث سجل التقرير أن جميع القنوات الحكومية، هي ذات نظام بث مفتوح سواء كانت جامعة أو متخصصة. أما قنوات القطاع الخاص فهي 156 قناة متخصصة 10 قنوات جامعة