فشل الأمين العام للأمم المتحدة مرة أخرى في حمل أعضاء مجلس الأمن على اتخاذ قرار ضد المغرب، وذلك عقب اجتماعه مع ممثلي الدول الأعضاء ال15 ،زوال الاثنين، في نيويورك خلال لقاء غداء / عمل، وهو عبارة عن لقاء تشاوري يجريه الأمين العام كل شهر. وحسب مصادر متطابقة فإن الأمين العام الأممي حث أعضاء مجلس الأمن على " إدانة" طلب المغرب بإغلاق مكتب اتصال عسكري تابع لبعثة المينورسو في مدينة الداخلة وهو الطلب الذي تلقته المينورسو قبل الاجتماع المذكور. وكان المتحدث باسم بان كي مون قد أعلن للصحافيين في نيويورك أن بعثة المينورسو تلقت من المغرب " طلبا بإغلاق مكتبها للاتصال العسكري في الداخلة في الأيام المقبلة.. وسيكون أول طلب يستهدف بشكل مباشر الجزء العسكري." وأوضح المتحدث ان المدنيين الذين شملهم قرار الإبعاد في وقت سابق إما نقلوا إلى لاس بالماس في جزر الكناري وإما هم في إجازة، لافتا إلى أن المنظمة الأممية وافقت على مغادرتهم «لأسباب لوجستية وأمنية». حسب قوله وحول الاجتماع الذي ضم ،الاثنين، الأمين العام الأممي بممثلي الدول الأعضاء بمجلس الأمن، نقل عن مصادر حضرت اللقاء أن مجلس الأمن رفض « إدانة « المغرب ويفضل فتح حوار مع الرباط لإيجاد حل لهذه الأزمة. وأكدت ذات المصادر أن عددا من الدول الأعضاء في مجلس الأمن تجري منذ أيام اتصالات مع المغرب، بالإضافة إلى موظفين بارزين بالهيئة الأممية والذين يحظون بثقة الرباط، وذلك للتوصل إلى « حل يقبل به الطرفان» عوض التصعيد الذي يطالب به بان كي مون. مدريد أكدت هذا التوجه، حيث أعلن كاتب الدولة الإسباني في الشؤون الخارجية، إينياسيو إيبانيز أن بلاده على استعداد للقيام بدور وساطة وذلك «للحيلولة دون تفاقم وضع معقد أصلا» حسب ما نقلته عنه وكالة إيفي للأنباء. وأكد المسؤول الإسباني من نيويورك، والذي كان قد شارك في اجتماع مجلس الأمن حول الموضوع، التزام بلاده لخفض حدة التوتر الحالي والذي يتم عبر الحوار مع المغرب وباقي دول المنطقة، مضيفا أن إسبانيا هي التي اقترحت استقبال موظفي المينورسو الذين أبعدهم المغرب، حيث توجهوا إلى لاس بالماس، في انتظار تجاوز الأزمة الحالية. ومعلوم أن المتحدث باسم بان كي مون كان قد أعلن الجمعة أن الأمين العام الأممي « يشعر بالإحباط» بعد اجتماع مجلس الأمن يوما قبل ذلك لمناقشة الأزمة التي أدت إليها تصريحاته في تندوف، حيث ظهر بشكل جلي أن مجلس الأمن يسعى إلى حل للخلاف عن طريق الحوار.