خرجت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن صمتها إزاء الخلاف المحتدم بين المغرب والأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، وإن كانت فعلت ذلك بطريقة غير مباشرة وضعيفة التأثير المباشر في سير القرارات الأممية. إذ اختارت الإدارة الأمريكية أن تدخل على خط التطورات الأخيرة المتعلقة بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية من خلال ممثلها في مجلس الأمن الذي تجنب جهد المستطاع الإفصاح عن موقف الإدارة الأمريكية إزاء هذه التطورات خلال الجلسة الرسمية التي عقدها مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي بطلب من بان كي مون . وعوض ذلك بأن نشر على حسابه الخاص على الفايس بوك جملا أكد فيها دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية لمشروع الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب و عبر عن دعمه للجهود التي تبذلها الأممالمتحدة. ولم تتسرب معطيات دقيقة حول تفاصيل ما جرى خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي يومي السبت والأحد الماضيين خصوصا وأن اجتماع يوم السبت انعقد بطلب من ممثل الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن الدولي وعما إذا كانت الإدارة الأمريكية عبرت عن موقفها بالوضوح الكامل واللازم في هذا الشأن. وكان مجلس الأمن الدولي قد عاد للاجتماع يوم أمس الإثنين للتداول في شأن هذه التطورات، ويكون بذلك عقد أربعة اجتماعات في أربعة أيام، مما يعني أن ساحة المواجهة بين المغرب والأمين العام للأمم المتحدة انتقلت إلى مجلس الأمن الدولي الذي عول عليه بان كي مون في توجيه الضربة القاضية إلى المغرب، لكن يبدو أن ظن الرجل خاب بعدما وجد في المجلس خير مناصر للمغرب بعد الدور الكبير الذي قامت به بعض الدول الصديقة للمغرب مثل فرنسا وإسبانيا ومصر والسينغال واليابان. وكانت الزيارة الهامة التي قام بها جلالة الملك إلى روسيا قبل أيام قد نجحت في تحييد الموقف الروسي الذي كان بمقدوره التأثير في موقف مجلس الأمن الدولي. وموازاة مع تكثيف مجلس الأمن الدولي لجهوده في هذا الصدد حاولت جبهة البوليساريو الإنفصالية من موقعها الضغط على المجلس بأن أعلنت قيادة هذه الجبهة رفع حالة التأهب العسكري في مليشياتها العسكرية استعدادا للحرب، إلا أن الخدعة لم تفلح فيما سعت إليه. إلى ذلك نفذت السلطات المغربية وعيدها بأن غادر العشرات من أعضاء البعثة الإدارية والسياسية في المينورسو التراب المغربي خلال يوم الأحد الماضي. بيد أنها عدلت عن تنفيذ قرارها بانسحاب القوات المغربية من قوات حفظ السلام العالمي بعدما طلبت حكومات دول صديقة مثل افريقيا الوسطى عدولها عن ذلك.