أسماء الوديع الاسفي، أسماء شقيقة ماما آسية الوديع، كما لقبها المغاربة بذلك، أسماء الوديع ابنة المناضلة الكبيرة ثريا السقاط، أسماء الوديع المعتقلة السياسية وأخت للمعتقلين أسماء الوديع نجلة المناضل الفذ محمد الوديع الاسفي، أسماء المناضلة الجمعوية والحقوقية والمحامية ..كلها ألقاب منها ما صنعته بكفاحها ومنها ما رسمته الأقدار لمسارها الحياتي. كل ذلك جعل "راديو أصوات" يستضيفها من خلال برنامج "نجاح مغربيات" للزميلة المقتدرة اعتماد سلام، وهو برنامج يومي يستضيف من يتصفن بهذه الصفة الجميلة،وهو برنامج يومي من الاثنين إلى الخميس، يبث في الواحدة والربع عبر أصوات، برنامج يحتفي بالمرأة المغربية يوميا وعلى مدار السنة وليس برنامجا موسميا أو مناسباتيا كما تقول معدة ومقدمة البرنامج الزميلة اعتماد سلام، وليس برنامجا يخصص للحديث عن المرأة في الثامن من مارس أو العاشر من أكتوبر فقط. في البرنامج تستضيف نساء مغربيات تختلف قصص نجاحهن وتجاربهن في الحياة لكنهن تتشاركن في كونهن تجسدن المثال الحقيقي للمرأة المغربية التي تكافح من أجل أسرتها ومجتمعها بشكل يومي. وقد تكون تلك المرأة أما أو ربة بيت أو أستاذة أو وزيرة.. كما يمكن أن تكون شخصية معروفة أو سيدة مغمورة يحتفي البرنامج بجهودها وتضحياتها ومعاناتها أيضا. حلقة الثالث من مارس 2016 استضافت سلام المحامية والجمعوية أسماء الوديع التي تحدثت بكل سلاسة عن تاريخ طويل من الكفاح دشنته رفقة أفراد عائلتها وإخوانها، فتوقفت عند تجربة الاعتقال والصعوبات التي تلتها قبل أن تتجاوز المحنة وتربح التحديات بدعم من الزوج والعائلة. أسماء استحضرت خلال اللقاء أيضا لحظات الفراق مع ثريا السقاط وخصوصية العلاقة التي تجمعها بشقيقها صلاح الذي أهدته بالمناسبة أغنية شايف البحر لفيروز. كما أشارت إلى أن عملها الجمعوي الذي يتمحور بشكل أساسي حول السجناء فيه استكمال لرسالة شقيقتها الراحلة ماما آسية. تقول أسماء الوديع في ورقة تعريفية إنها مواطنة تحب بلدها درست القانون بحكم ماعاشته من ظروف عصيبة ومن انتهاكات لحقوق الإنسان، لذلك اختارت كما اختارت العائلة الوقوف إلى جانب المضطهدين. لقد تشبعت بحقوق الإنسان مذ صغرها حيث فتحت عينيها وسط النضال والكفاح من أجل مغرب يتسع لكل أبنائه، وكان الأب محمد الوديع الاسفي والأم ثريا السقاط هما من شكلا منبع القوة والصمود لديها قبل أن يكبرالإخوة وشكلوا سندا لبعضهم البعض وتتذكر أسماء الوديع في هذه الحلقة نساء المعتقلين السياسيين الذين كانت تكتظ به السجون المغربية ،شكلن حافزا للصمود أيضا لتحمل هذه الفترة الصعبة من حياة المغرب. استرجاعا للذاكرة، استحضرت المحامية أسماء الوديع كيف كافح الوالدان الاستعمار الفرنسي وكيف عاشت اعتقالات 1973 حيث تم اعتقال الوالد الذي خرج من المعتقل إنسانا آخر يزن 35 كلغ واعتقالات 1974 التي طالت آل الوديع الاسفي، أي اعتقال صلاح وعزيز وأسماء. لكن تحت ظل هذه الضريبة النضالية تنفرج الحياة، وتبتسم لهذه العائلة المناضلة الاستثنائية بالإفراج عن أبنائها سنة 1984 حيث كان يوما مشهودا تقول أسماء الوديع. كل هذه المتاعب لم تثن المحامية أسماء عن تقديم المساعدة ومواصلة درب النضال من خلال العمل الجمعوي وخدمة السجناء لإدماجهم في المجتمع عن طريق القراءة التي تبقى نافذة مفتوحة على العلم والمعرفة. ولم تستثن زوجها عبدالعزيز فقري من الاعتراف الذي كان سندا في مواصلة كفاحها ومشوارها النضالي، لكن تستحضر بحزن يوم وفاة والدتها المناضلة ثريا السقاط حين جاءها شقيقها صلاح الوديع ليُرَبِّت على كتفها قبل أن يخبرها بنبإ الفاجعة، لكن لمسة يده شكلت تقول أسماء، بلسما لها، رغم أن للفقد والرزء طعم مرير، قبل أن تهديه اغنية شايف البحر شو كبير للرائعة فيروز: شايف البحر شو كبير كبر البحر بحبك شايف السما بعيدي بعد السما بحبك كبر البحر وبعد السما بحبك يا آل الوديع وثريا السقاط