يعتمد أهالي قرية «منشاة سكران» (جنوب غرب العاصمة المصرية القاهرة) بشكل أساسي على زراعات الزهور بأنواعها وألوانها، والتي تقدر مساحتها بنحو 1500 فدان زرعت بنباتات طبية وعطرية، من إجمالي 86 ألف فدان في مصر، موزعة على مناطق مختلفة. زهور القرية كانت بالنسبة إلى المواطنين منقذا من الغرق في بحور البطالة التي انتشرت في كثير من المدن والقرى المجاورة.أصحاب الأراضي وضعوا معادلة تبدو عادلة من وجهة نظر كثيرين، حيث يقتسمون مع العامل الإنتاج، فيتحصل الملاك على ثلث الإنتاج، والباقي يذهب للعمال والفلاحين، بهذا يضمن صاحب المزرعة عدم انصراف العامل عنه، ويضمن الأخير دخلا كبيرا يسد جزءا مهما من احتياجاته. ولم يتوقف الأمر على الزراعة فقط، فهناك من يقومون بالجني والتجفيف والتغليف والبيع والتصدير. بدأت قرية "منشاة سكران" التوسع في زراعة الزهور عام 1990، ونجحت في التفوق على قرى سبقتها في هذه الزراعة، لتصبح ثاني أكبر تجمع لزراعة وتصدير النباتات العطرية في مصر. وقال زكريا سليم مهندس ومفتش زراعي ل"العرب"، إن الأهالي عندما وجدوا العائد المادي لهذا النوع من الزراعة كبيرا، تحولت جميع الأراضي في القرية للتوسع في الزهور. وتكلفة الفدان تبلغ نحو 17 ألف جنيه (ما يعادل 2.150 دولارا) سنويا، وبالرعاية والاهتمام يدر ربحا يصل إلى 34 ألف جنيه (ما يعادل 4.300 دولار).