بعد مرور ثلاثة أسابيع على اعتداءات جاكرتا، يخشى محللون وقوع اعتداءات جديدة في جنوب شرق آسيا نتيجة تنافس على السلطة بين ثلاثة قياديين جهاديين في إندونيسيا. وكشف التحقيق في الإعتداءات التي نفذت بواسطة تفجيرات انتحارية وهجمات بأسلحة نارية وأوقعت أربعة قتلى في 14 يناير، وجود شبكة متشعبة من الناشطين الذين يعملون بتوجيه من ثلاثة قياديين يقاتلون في سوريا، ما أبرز توسع نفوذ التنظيم خارج معاقله في الشرق الاوسط. ويشتبه بأن القياديين الإندونيسيين في سوريا، وهم بهرام سياه وأبو جندل وبهرون نعيم، بالإعداد لاعتداءات في 2015. وكانت الشرطة الاندونيسية قالت في البدء إن نعيم المتطرف الإسلامي من وسط جافا هو العقل المدبر لاعتداءات جاكرتا. ويقول مدير شرطة جاكرتا تيتو كارنفيان لوكالة فرانس برس ان هؤلاء القياديين يشجعون الخلايا المحلية على ارتكاب اعتداءات في إندونيسيا ويزودونها بالمال والإرشادات على أمل كسب رضا تنظيم الدولة الإسلامية. وتابع كارنفيان الذي شارك في تفكيك شبكات إسلامية إندونيسية في العقد الأول من الألفية أن «القياديين الثلاثة يتنافسون لكسب رضا القيادة المركزية لتنظيم الدولة الإسلامية من خلال تنفيذ اعتداءات». وأضاف «حصول أي منهم على الإشادة هو بمثابة تعيينه زعيما في إندونيسيا ما يعني حصوله على السلطة والأموال». إلا أن الشرطة الاندونيسية ركزت بعدها على الداعية المسجون أمان عبد الرحمن، أحد أوائل الإندونيسيين الذي أعلن ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية وله علاقات مع أحد منافسي نعيم في سوريا. وزاد النجاح الذي حققه عبد الرحمن بين ناشطين في إندونيسيا الضغوط على منافسيه من أجل شن اعتداءات «بأسرع وقت»، بحسب تقرير لمعهد تحليل النزاعات صدر في فبراير الحالي. واتصل احد القياديين الثلاثة بشريك له في إندونيسيا بعيد الاعتداءات ليطلب منه شن هجوم مشابه فورا، بحسب التقرير. وشدد التقرير على ان «اعتداءات اخرى محتملة في إندونيسيا طالما يتنافس قياديون محليون على الارض وفي الخارج لفرض تفوقهم». وتابع كارنفيان ان التنظيم الجهادي سيركز على إندونيسيا في مسعاه لاقامة فرع له في جنوب شرق اسيا. ومنذ اعتداءات جاكرتا، اوقف الشرطة نحو عشرين مشتبها بهم. وكانت افشلت مخططات عدة لتنفيذ اعتداءات في 2015. وقالت الشرطة ان مجموعات من الناشطين لها تشعبات معقدة تعد لاعتداءات منذ سنوات. وتقيم بعض هذه المجموعات علاقات وثيقة مع ناشطين في السجون التي تعتبر ارضية خصبة للتجنيد وتلقين العقيدة.