أوضح هجوم جاكرتا الأسبوع الماضي أن عنف تنظيم الدولة الإسلامية وصل لأول مرة إلى إندونيسيا لكن خبراء أمنيين يعتقون أن بصمة التنظيم المتشدد ما زالت خفيفة هناك لأن المتشددين يتنافسون على من يصبح زعيمها الإقليمي. وقالت الشرطة إن بحرون نعيم وهو إندونيسي يعيش في سوريا هو الرأس المدبر للهجوم الذي أسفر عن مقتل أربعة مهاجمين وأربعة أشخاص آخرين يوم الخميس. لكن ربما يكون أبرز جهادي مؤثر في المنطقة هو رجل الدين المسجون أمان عبد الرحمن القادر بمجرد عدد قليل من المساعدين والهواتف المحمولة على قيادة نحو 200 من أتباعه من وراء القضبان. ويرأس عبد الرحمن جماعة أنصار الدولة وهي تنظيم يضم مجموعة من الجماعات تشكل العام الماضي عن طريق تحالف عدة جماعات منشقة يعتقد خبراء أمنيون أنه يمكن أن يصبح القوة الموحدة لمؤيدي الدولة الإسلامية. وتعتقد الشرطة أن نعيم - وهو مؤيد لعبد الرحمن- حاول إثبات مهاراته القيادية لزعماء تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بالتخطيط لهجوم جاكرتا. لقد قبل تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات كبيرة في سوريا والعراق مبايعة مجاهدين في نيجيريا ومصر وليبيا والجزائر وأفغانستان وباكستان واليمن والسعودية ولكنه لم يعترف بعد رسميا بأي جماعات متشددة في جنوب شرق آسيا. وكانت الجماعة الإسلامية ومقرها إندونيسيا آخر جماعة عابرة للحدود تشن هجمات كبيرة في المنطقة بما في ذلك تفجيرات عام 2002 في منتجع بالي التي أسفرت عن سقوط 202 قتيل. وأسس متشددون إندونيسيون وماليزيون عائدون من قتال الاتحاد السوفيتي في أفغانستان في الثمانينات وأوائل التسعينات الجماعة الإسلامية والتي تفككت الآن بشكل كبير جراء المنافسات الداخلية وحملة القمع التي تشنها قوات الأمن. وتخشى الحكومات في المنطقة أن يؤسس المتشددون العائدون من القتال مع الدولة الإسلامية في سوريا والعراق تنظيما إقليميا مثل الجماعة الإسلامية. لكن خبراء أمنيين يشككون في وجود فرصة لتأسيس جماعة إقليمية تجمع متشددين من إندونيسيا وماليزيا والفلبين تحت لواء واحد لأن الانقسامات بينهم كثيرة. وفي ماليزيا يعتقد أن المحاضر الجامعي السابق محمود أحمد هو المسؤول عن المحاولات في الآونة الأخيرة لتوحيد جماعات متشددة من ثلاث دول بجنوب شرق آسيا بينها جماعة أبو سياف المتمركزة في الجزر الجنوبية بالفلبين. ويظل عبد الرحمن على الأرجح أقوى المنافسين على قيادة الدولة الإسلامية في المنطقة. ورغم أنه يقضي عقوبة بالسجن تسع سنوات لتقديم المساعدة لمعسكر تدريبي للمتشددين في إندونيسيا إلا أنه تمكن من تشجيع مئات الإندونيسيين على الانضمام للقتال في سوريا والعراق. وقد حاولت سلطات السجن مرارا إسكات عبد الرحمن. ووفقا لمعهد سياسة تحليل الصراعات جرت مصادرة عشرة هواتف محمولة من خليته في سبتمبر أيلول عام 2014 ولكن بعد ذلك بشهر حصل على هاتف محمول جديد واستؤنفت خطبه لأنصاره داخل السجن وخارجه.