صدر للكاتبة المغربية زهرة عز، عن دار روافد للنشر والتوزيع بالقاهرة، مجموعة قصصية موسومة ب: « وليمة لأعشاب الحلم»، وتضم المجموعة القصصية المتميزة على مستوى المبنى والمتن الحكائيين، على عشر قصص تحتفي بالحلم، وقد غدا متنفساً وكوة تنفذ من خلاله الكاتبة، كما القارئ، إلى منتجعات قزحية، يشكل البياض الناعم أحد أهم مستوياته الجمالية. بياض الروح، بياض الأفق الممتد من الحلم إلى الحلم. وقد تميزت المجموعة القصصية التي تعد نموذجاً لتجريب بنيات الكتابة الروائية وتكثيفها قصصياً، حيث تنمحي الحدود الفاصلة بين القصة القصيرة والرواية، بانتصارها للحلم والأمل من خلال نصوصها القصصية الخمسة الأولى في المجموعة، وهي كالتالي: أحلام لا تشيخ، أحلام الزاهية، وليمة لأعشاب الحلم ، اغتراب حلم، أحلام موؤودة. وقد جاءت في ارتباطها وتسلسلها السردي عبارة عن سلم ترتقي من خلاله أحلام زهرة عز، وأحلام شخصياتها التي استطاعت باحترافية كبيرة أن تمنحها حياة تشد الواقع من عمق جراحاته وآلامه وترتقي به عالياً في مستويات تخييلية متعددة، مشكلة عوالم قرائية رحبة. فيما جاءت العناوين الخمسة الأخرى لباقي قصص المجموعة، لتعبر عن الواقع في تشظيه وتمزقه، وكأنها ترتق فراغات وجراحات العالم المعطى بالتعالي الحالم. وهو التعالي الذي لا يستقيم إلا بالاستناد على الحنين إلى الماضي، حيث زمن الحكي بامتياز، وعلى شعرية اللغة التي تميز كتابات زهرة عز. وقد جاءت باقي العناوين كالتالي: الصعود إلى المنفى، زمن الخيل والبارود، الفردوس المفقود، سيرة اليتم، خريف العمر. هكذا تكون هذه المجموعة القصصية التي تقع في 110 من الحجم المتوسط، إضافة جديدة للسرد العربي. للإشارة، فإن الكاتبة زهرة عز اقتحمت عالم الأدب قادمة إليه من حقل العلم والأبحاث المجهرية، فهي دكتورة صيدلانية، لذلك فإن احتفاءها بدقائق الأمور، وتفاصيل المشاعر يجعل منها أحد أهم التجارب القادمة بقوة إلى المشهد الإبداعي المغربي، والعربي على حد سواء .