جمعة الرحيل ، هكذا أطلق المعارضون المصريون على يوم أمس لحشد أنصارهم والخروج إلى الشارع بكثافة من أجل الضغط على الرئيس جسني مبارك ودفعه إلى الاستقالة . مبارك الذي تحدث إلى المصريين مرتين، وقدم بعض التنازلات لوضع حد للمظاهرات المناوئة له ، خرج إلى العلن ، وهذه المرة في حوار مع شبكة «إيه بي سي» الأمريكية ، حيث أعلن أنه يود مغادرة السلطة لكنه لا يستطيع خشية ان تنتشر « الفوضى» عندئذ في البلاد. وقال مبارك « ضاق ذرعي من الرئاسة وارغب بمغادرة منصبي الان» لكن « لا يمكنني ذلك خوفا من أن تغرق البلاد في الفوضى» وكان نائب الرئيس ، عمر سليمان قد ظهر قبل ذلك في حوار أجراه معه التلفزيون المصري . وقد بدا سليمان هادئا وواثقا من نفسه وهو يجيب عن أسئلة محاوره ، حيث سعى من خلال ذلك إلى محاولة إقناع احزاب المعارضة إلى التحاور معه حول تغيير بعض بنودالدستور، والاستعداد للانتخابات القادمة ، على أساس أن يظل مبارك في كرسي الرئاسة إلى شتنبر حيث تنتهي ولايته الحالية . وقد قبلت بعض الأحزاب المعارضة الصغيرة دعوة سليمان، غير أن أهم أحزاب وقوى المعارضة ، الوفد ، التجمع والإخوان وحزب الغد تيار أيمن نور ، رفضوا ذلك . غير أن إيقاع المظاهرات تواصل بقوة أمس ، حيث حج إلى ميدان التحرير ، عشرات الآلاف من المطالبين برحيل مبارك ، وأدوا هناك صلاة الجمعة لتبدأ الشعارات في الدوي . وذكرت مصادر إخبارية متطابقة أن تظاهرات حاشدة انطلقت في مدن أخرى تطالب بدورها برحيل مبارك ، وذكرت بعض التقارير أن حوالي 100 ألف خرجوا في دمنهور ، و 20 ألف في أسوان و 15 ألف في المحلة و6آلاف في دمياط . وفي ميدان التحرير بالعاصمة ، التحق بالمتظاهرين عمرو موسى ، الأمين العام للجامعة العربية . ونقل شهود عيان من هناك أن المتظاهرين هتفوا باسمه وطالبوه بالبقاء معهم من أجل حمايتهم . بدوره حضر وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي ، إلى ميدان التحرير لتفقد الأوضاع في الساحة . وشوهد طنطاوي وهو يتحدث مع بعض المحتجين قائلا لهم « يا جماعة الرجل قال لكم انه لن يرشح نفسه مرة ثانية « بعدما أعلن الرئيس المصري في كلمة ألقاها الثلاثاء انه لن يترشح لولاية رئاسية جديدة. ودعا طنطاوي المتجمعين الى مطالبة مرشد جماعة الاخوان بقبول الحوار مع السلطة قائلا « قولوا للمرشد أن يقعد معهم» . وقد رأت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي أن التغيير « جار في مصر كما حدث في تونس» ، داعية السلطات المصرية إلى الاستماع لصوت الشعب. ورغم محاولات الجيش إلا أن المظاهرات لم تخل من عنف ، حيث ذكرت مصادر صحفية بعين المكان أن اشتباكات وقعت في ميدان طلعت حرب ، القريب من ميدان التحرير ، وذلك بين مؤيدين ومناهضين للرئيس ، مضيفة أن مؤيدي مبارك قاموا في البداية بإلقاء الحجارة على مجموعة من المتظاهرين المعارضين مما أدى إلى اندلاع المواجهات . كما وقعت اشتباكات مماثلة بمداخل ميدان التحرير . ومع تواتر المظاهرات، يعيش الصحفيون والمراسلون الأجانب وضعا صعبا، حيث تعرض العشرات منهم لاعتداءات متكررة خلال الساعات الماضية. من جهة أخرى ندد عملاق الاتصالات البريطاني فودافون بإجباره على بث رسائل هاتفية قصيرة تعكس الموقف الرسمي الى زبائنه في مصر لم تنسب بوضوح الى الحكومة، وأكدت أنها اشتكت الى السلطات بهذا الخصوص.