أعلن عمر سليمان نائب الرئيس المصري أنه لن يصدر أوامر في أي وقت من الأوقات للجيش باستخدام العنف ضد المتظاهرين في ميدان التحرير، المتوقع أن يواصلوا اليوم الجمعة احتجاجاتهم فيما يعرف بمظاهرات"جمعة الرحيل" للمطالبة بتنحي الرئيس حسني مبارك. تصريحات سليمان جاءت في لقاء مع صحفية كريستيانا امانبور، بثته شبكة "إيه بي سي" الأمريكية، وأكد نائب الرئيس المصري أنه من المستحيل أن يلجأ الجيش للقوة لإجلاء المتظاهرين قائلا "سنطلب منهم مغادرة الميدان ولكن لن ندفعهم إلى ذلك ، من المستحيل أن نقوم بذلك". وأوضح أن السلطات ستطلب أيضا من أهالي الشباب المتظاهرين ان يحثوهم على مغادرة الميدان، وأكد سليمان أن القيادة المصرية بحثت مطالب المتظاهرين وقررت التجاوب معها إيجابيا. كما أعلن رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية الأميرال مايك مولن الخميس أن قادة الجيش المصري أكدوا له مجددا أنهم لن يفتحوا النار على المتظاهرين. وتحدثت مصادر أمريكية عن أن الجيش يقيم أسلاكا شائكة عند مداخل ميدان التحرير خاصة من جهة ميدان عبد المنعم رياض المجاور في إطار الاستعدادات للفصل بين معارضي الرئيس مبارك ومعارضيه. ويأمل آلاف المتظاهرين المتعصمين في انضمام عشرات آلاف آخرين لهم في يوم تظاهر جديد بعد أكثر من عشرة أيام من الاحتجاجات وأعمال العنف التي راح ضحيتها نحو 300 قتيل، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". وقالت المصادر إن الجيش أقام حواجز لتفتيش من يريد دخول الميدان. وأوضح أن ضباط الجيش طمأنوا المتظاهرين بأن هذه الإجراءات تهدف لحمايتهم وأنهم لو أرادوا السماح لمؤيدي الرئيس مبارك بمهاجمتهم لقاموا بذلك منذ عدة أيام. وأقيمت الأسلاك الشائكة أمام بعض المتاريس الموضوعة عند مداخل الميدان استعدادا لمواجهات جديدة متوقعة، وقال مراسلنا إن حالة من التوتر تسيطر على المتظاهرين المعارضين بينما دفع الجيش بالمزيد من التعزيزات. وقال شهود عيان إن جماعات مؤيدة للرئيس مبارك منعت الناس من إدخال الطعام والماء والدواء إلى الميدان، كما تعرض الصحفيون الأجانب لهجمات على أيدي أنصار مبارك. حيث تعرض عدد منهم للضرب وحطمت معداتهم بينما اعتقل آخرون. وقالت مصادر صحفية في ميدان التحرير إن أغذية ومواد طبية مرسلة إلى المتظاهرين ألقيت الخميس في نهر النيل عند حاجز عسكري قبل جسر الجلاء. كما أكد أقارب تسعة من قيادات شباب ميدان التحرير أن قوات الشرطة اعتقلتهم مساء الخميس بعد قيامهم بزيارة للمعارض محمد البرادعي وأكدت زوجة احد المعتقلين نبأ اعتقال زوجها. تأتي هذه التطورات وسط تصاعد الضغوط الدولية على الحكومة المصرية لوقف العنف والتعامل سليما مع المحتجين اليوم الجمعة، كما تأتي بعد تكرار النداءات الحكومية للشباب لفض اعتصامهم وكان آخرها من عمر سليمان الذي قال في حديث للتلفزيون المصري إن هذا الاعتصام يعطل عمل أجهزة الدولة. وتسود حالة من الترقب لرد فعل الحكومة على المظاهرات خاصة وأنها استبقتها بالحديث عن وجود عناصر أجنبية تحاول الاندساس بين المتظاهرين وتوجيه اتهامات عبر وسائل الإعلام الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين بمحاولة إثارة الشغب. وكان الرئيس مبارك قد أعلن إنه مستاء جدا مما جرى في ميدان التحرير، وأوضح في مقابلة مع شبكة "ايه بي سي" الأمريكية "لقد فاض بي الكيل بعد 62 عاما في الخدمة العامة وأريد الرحيل"، واستدرك لكن "لا يمكنني ذلك خوفا من غرق البلاد في الفوضى" بحسب ما نقلت عنه صحفية كريستيانا أمانبور.