استقبل الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر، أول أمس الخميس 21/1/2016 بمقر الحزب بالرباط، عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية، مرفوقا بسفير فلسطين بالرباط ، ويسرى مشعل مسؤولة العلاقات الخارجية بالمفوضية، وإسماعيل خضر مستشار بالمفوضية. وبعد ترحيبه بالوفد الفلسطيني بالبيت الاتحادي، أكد الكاتب الأول أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يعتبر القضية الفلسطينية في قلب معركته النضالية كحزب ممتد للحركات الشعبية التي قاومت الظلم والاستبداد في مختلف تجلياته ، كما انخرطت في البناء الديمقراطي و المؤسساتي سواء من موقع الحكم أو المعارضة. وقدم الكاتب الأول -الذي كان مرفوقا بعضو المكتب السياسي بديعة الراضي والمسؤول عن العلاقات الخارجية للحزب محمد بنعبد القادر -في كلمته التي شكلت أرضية للنقاش والتداول مع الوفد الفلسطيني ،أهمية المشترك بين حركة فتح والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في نقط اللقاء القوية بين المؤسستين، إن على مستوى القيم أو القناعات السياسية في المحيط الدولي و الإقليمي ،معتبرا ذلك أرضية خصبة للدفاع عن قضايا الجانبين المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية الصحراء المغربية. كما استعرض الكاتب الأول كافة التحديات التي يشهدها العالم العربي وفي مقدمته دول الطوق في سوريا ولبنان والأردن، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وانهيار منظومة بكاملها وفي عمقها العمل الحزبي العربي. من جانبه حيا عباس زكي الموقف التاريخي لحزب الاتحاد الاشتراكي الذي وقف وما زال يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة ، كما تناول الأحداث التي تعصف بعدد من الدول العربية من حروب ونزاعات وصدامات طائفية تحت شعارات مختلفة تستهدف تمزيق الوطن العربي وتفتيت الشعوب العربية وإسقاط دولها وتدمير قوتها الاقتصادية والبشرية والعلمية والعسكرية، حتى يظل الكيان الصهيوني القوة العسكرية والعلمية المتفوقة والمهيمنة في المنطقة،مما يؤثر سلبا على القضية الفلسطينية. وتناول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ما تتعرض له الأراضي الفلسطينية من مصادرة وهدم للبيوت وطرد للسكان وفرض الإقامات الجبرية على عدد كبير من سكان القدس وبخاصة،الأطفال منهم، وحرمان أعداد كبيرة من أبناء شعبنا من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، مضيفا أن حركة فتح مصممة على المواجهة وخوض المعركة ضد الاحتلال حتى إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني، وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف،مؤكداً أن حركة فتح تمد أيديها إلى حركة حماس لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه للمصالحة الفلسطينية الفلسطينية،وأضاف عباس زكي أن حركة فتح وافقت على مبادرة الفصائل الفلسطينية حول فتح معبر رفح، ودعا ممثل حركة فتح حركة حماس للموافقة على هذه المبادرة لأنها تشكل طوق النجاة لحركة حماس نفسها، كما أن المصالحة تقوي عزيمة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وتظهر مواقفه الموحدة أمام العالم، مؤكدا أن هذه السنة ستشهد تغيرا على مستوى حركة فتح من خلال بلورة سياسات واستراتيجيات وخطط وآليات عمل جديدة تنسجم مع المتغيرات الجديدة التي طرأت على مستوى العالم. أما فيما يتعلق بانسداد الأفق بخصوص بالمفاوضات وعدم التزام إسرائيل بالاتفاقات الموقعة معها، أشار ضيف الاتحاد بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية ودولا أخرى مارست ضغطا شديدا على الرئيس أبو مازن وقيادة حركة فتح للعودة إلى المفاوضات، إلا أن الرئيس والقيادة الفلسطينية رفضوا بشدة هذه الضغوطات إلى أن يتوقف الاستيطان، وتلتزم إسرائيل بالاتفاقات الموقعة، و ويتم إطلاق سراح الأسرى، وتحديد مرجعية وسقف زمني للمفاوضات، مؤكدا أن أمريكا لم تعد اللاعب الوحيد في السياسة الدولية. وأن أطراف دولية أخرى مؤثرة ومع عدالة القضية الفلسطينية. وأوضح زكي بأن المسجد الأقصى المبارك يتعرض لهجمة شرسة تتطلب المزيد من التحرك العربي والإسلامي لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من التدمير والتخريب، وقال إن الشعب الفلسطيني في القدس يدافع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية. وتناول الجانبان سبل التنسيق بين الاتحاد الاشتراكي و حركة فتح على المستوى الوطني من خلال توسيع التنسيق على مستوى الجبهة الحزبية والنقابية والجمعوية، والبحث في آليات جديدة للتنسيق الخارجي في المحافل الدولية، خاصة وأن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يحتل الصدارة في التمثيلية الدولية سواء في الأممية الاشتراكية أو المنتديات الدولية إن على المستوى الحزبي أو النقابي أو المدني. كما حرص الجانبان على استحضار القضيتين المصيريتين لدى الشعبين المغربي والفلسطيني، واللتان تحتاجان لمجهودات مضاعفة للدفاع عن عدالتهما، كما اتفق الجانبان على آليات الاشتغال بوضع خرائط عمل ستفعّلها كافة أجهزة الطرفين في المكاتب المركزية الحزبية والشبيبية والنسائية والنقابية.