استقبل إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أمس بالمقر المركزي بالرباط، وفدا فلسطينيا يتكون من توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وروحي فتوح عضو المجلس الثوري ومستشار الرئيس عباس أبو مازن مرفوقين بواصف منصور الوزير المفوض بسفارة دولة فلسطينبالرباط، حيث شكل هذا اللقاء فرصة سانحة أطلع لشكر الوفد الفلسطيني على نتائج أشغال المؤتمر الوطني التاسع للحزب الذي شارف على إنهاء آخر مهمة له يوم السبت الماضي بانتخاب اللجنة الإدارية، كبرلمان للحزب وعلى مجريات التحضير للمؤتمر والنتائج السياسية والتنظيمية التي توصل إليها. كما شدد لشكر على مركزية القضية الفلسطينية كقضية أساسية بالنسبة للحزب والمغاربة، وبمثابة مستوى القضية الوطنية والتاريخ شاهد على بصمات الحزب في دعم ومساندة الكفاح الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الحزب بالرغم من انشغاله بالاستحقاق الحزبي المتجلي في انعقاد مؤتمره، يتابع باهتمام كبير مجريات الأحداث والمستجدات الفلسطينية وملف المصالحة الفلسطينية. ومن جهته استعرض فتوح روحي مسار العمل السياسي والنضالي للصف الفلسطيني، والمجهودات الجبارة من أجل إقرار المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، ومن أجل تمتين ومناعة الصف الفلسطيني لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مستحضرا الأعمال الجليلة السياسية والدبلوماسية للرئيس الراحل أبو عمار، الذي كان يوفق ما بين المقاومة الفلسطينية والمفاوضات من أجل نصرة القضية الفلسطينية. كما أكد فتوح على أن الربيع العربي الذي عرفته بعض دول العالم العربي قد عاشته الساحة الفلسطينية من قبل أن تهب رياحه على الدول العربية، وعاش الشعب الفلسطيني تحولاته ونتائجه السياسية والاجتماعية، لافتا النظر إلى أن القضية الفلسطينية اليوم لم تستفد بعد من هذه التحولات السياسية الطارئة في المنطقة إن لم نقل على أن لها نتائج عكسية . كما انتهز الفرصة لإطلاع الكاتب الأول على مجريات ملف المصالحة الفلسطينية وكل التفاصيل المتعلقة بهذا الملف ، والأدوار التي لعبها الجانب المصري سابقا وحاليا في الملف، ومضمون الاتفاق المصري وفحوى ومضمون اللقاء الدولي الذي احتضنه المغرب ومدى نتائجه في هذا المجال. ومن جانبه دعا توفيق الطيراوي إلى تكوين جبهة عربية قوية لمواجهة المستجدات الطارئة في الساحة العربية، بفعل التطورات والتحولات التي نتجت عن الربيع العربي وكيفية التعامل معها، ورسم خطط النضال لتقوية صف الديمقراطية والحداثة على الصعيد العربي ومواجهة قوى المحافظة والجمود. وفي آخر هذا اللقاء أكد لشكر على أن الاتحاد الاشتراكي سيدعم كل المبادرات الديمقراطية والحداثية التي تصب في اتجاه مواجهة التخلف والتقليد والجمود والمحافظة، باعتباره حزبا حداثيا ديمقراطيا ويتوق إلى التغيير لصالح الشعوب العربية كي تنعم بالحرية والديمقراطية والكرامة، ثم لأنه لا يمكن له أن يفرط في تاريخه وتراثه النضالي من أجل القيم والمبادئ السامية المتمثلة في إقرار العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لصالح الشعوب العربية.