عقدت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث لقاء مساء أول أمس الأربعاء مع السفير المغربي في مدريد ، أحمدو ولد سويلم . وذكرت وزارة الخارجية بالجار الشمالي في موقعها على شبكة الأنترنيت أن خيمينيث وولد سويلم استعرضا خلال هذا اللقاء تطورات العلاقات الثنائية وقضية الصحراء ، مضيفة أن الجانبين استعرضا أيضا الأحداث التي تشهدها المنطقة وعلى الخصوص الانتفاضة الشعبية بتونس ومصر. ومعلوم أن ولد سويلم الذي عين سفيرا للمملكة في إسبانيا يوم 8 نونبر الماضي، خلفا لعمر عزيمان الذي يرأس اللجنة المكلفة بمشروع الجهوية الموسعة ، حل بمدريد في 8 يناير وقدم أوراق اعتماده رسميا يومين بعد ذلك للعاهل الإسباني . وقد حاولت جهات إسبانية تساند البوليساريو أن تخلق أزمة بين الطرفين بسبب هذا التعيين، كما أن الانفصاليين شنوا هجوما على الحكومة الإسبانية بسبب تعيين أحد قيادييها السابقين سفيرا للمغرب في دولة يعتبرونها قاعدتهم الخلفية، وتلعب وسائل إعلامها دورا كبيرا في الترويج لمغالطاتها . وكان أحمدو ولد سويلم، المولود سنة 1951 بالداخلة، قد عاد إلى أرض الوطن في يوليوز 2009، معلنا اقتناعه بمشروع الحكم الذاتي في أقاليمنا الجنوبية، ومؤشرا على استمرار النزيف الذي تعاني منه قيادة الانفصاليين .غير أن هذه الحملة لم تؤت أكلها حيث أكدت مصادر موثوقة أن مدريد أعطت موافقتها على تعيين ولد سويلم منذ أبريل الماضي، سبعة أشهر قبل تعيينه رسميا من طرف جلالة الملك. ويأتي اللقاء بين خيمينيث وولد سويلم، والذي احتضنه مقر وزارة الخارجية في وقت تحدثت عدة مصادر عن مسعى إسباني، بتنسيق مع الولاياتالمتحدة، لإيجاد صيغة جديدة تؤدي إلى حل سياسي للنزاع المفتعل حول الصحراء. كما يأتي هذا اللقاء بعد إقدام بعض وسائل الإعلام الإسبانية ، وعلى رأسها القناة التلفزية العمومية TVE، على نشر خبر زائف ، اعتمدت فيه على ما جاء في صفحة الصحفي المغربي المقيم في إسبانيا على المرابط ومفاده أن المغرب حرك قواته المرابطة في الصحراء وأعاد نشرها في ضواحي الدارالبيضاءوالرباط تحسبا لاضطرابات كالتي تشهدها مصر وتونس . وقد احتج المغرب رسميا على هذا الانزلاق، حيث استدعى وزير الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري، سفير المملكة الاسبانية في الرباط ألبرطو نافارو، لتبليغه استياء الرباط كما أجرى الفاسي الفهري اتصالا بنظيرته الإسبانية ترينيداد خيمينيث لتبليغها نفس الموقف، وهو أيضا ما قام به وزير الداخلية الطيب الشرقاوي خلال اتصال مع نظيره ألفريدو بيريث روبالكابا. وفي الوقت الذي بثت القناة التلفزية العمومية TVE التكذيب المغربي نفس اليوم ، أكدت خيمينيث أمس في حوار مع قناة أنتينا تريس، أنه من المستبعد أن تمتد الاحتجاجات التي تشهدها تونس ومصر إلى المغرب، لافتة إلى أنها، الاحتجاجات، تشكل فرصة للمغرب من أجل تعميق إصلاحاته الديموقراطية .