سجل حافل بالنجاحات والسبق جعل المخابرات المغربية محط اهتمام وتقدير دولي سنة 2015، إذ تمكنت هذه المخابرات من فك ألغاز العديد من القضايا، مباشرة بعد توحيدها في إطار واحد وموحد: »المكتب المركزي للأبحاث القضائية أو ما أصبح يعرف ب "اف بي اي"« المغربي، وتم تعيين عبد الحق الخيام على رأسه وهو الذي كان يتولى رئاسة الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. وهي الفرقة التي أوكلت لها الدولة المغربية البحث والتحقيق في الملفات المعقدة. فإلى جانب تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية المرتبطة بما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق وسوريا، استطاعت أيضا أن تفكك العديد من العصابات النشيطة في الجريمة المنظمة، وبفضل الاحترافية العالية التي أصبحت معروفة بها مخابراتنا المغربية، تم تفكيك العشرات من الخلايا التي كانت تستهدف المغرب بل هناك خلايا كانت في مراحلها الأخيرة لتنفيذ ضرباتها بأماكن حساسة وذات رمزية في المغرب. سمعة الأجهزة الأمنية المختصة تجاوزت حدود الوطن والعالم العربي، بل امتدت إلى العالم، حيث شهدت الدول المتقدمة والقوية قبل غيرها بالمهنية العالية لعناصر المخابرات المغربية، بل كان المكتب المركزي للأبحاث القضائية وراء إنقاذ العديد من الدول الأوربية وغيرها من مآس حقيقية، نتيجة كشفه للخلايا الإرهابية التي كانت تستهدف هذه البلدان. وكانت أحداث باريس الهمجية التي عرفت سبع انفجارات متتالية وحصدت العشرات من الأرواح تتقدم المشهد الإعلامي العالمي والثناء على الدور الذي قام به رجالها ونساؤها في الكشف عن مواقع الإرهابيين هناك، بل إن المسؤولين الرسميين أثنوا على مجهودات المملكة في هذا الاتجاه، وقد صرح مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية عبد الحق الخيام في آخر فوز له لإحدى الجرائد البلجيكية أن هناك تعاون بين الأجهزة الأمنية المغربية ونظيراتها الأوربية، مما مكن من إحباط مجموعة من الاعتداءات الإرهابية في أوربا، بل إن اعتداءات وشيكة كانت تستهدف عددا من البلدان الأوربية خاصة فرنسا واسبانيا وبلجيكا قد أُحبِطت بفضل تبادل معلومات استخباراتية هامة بين الأجهزة الأمنية المغربية والأوربية،و ما يفهم من جواب الخيام. فإن المغرب أخذ على عاتقه الدفاع عن أمن شركائه وجيرانه الأوربيين لأن أمن المغرب رهين بأمنهم . سنة 2015 عرفت أيضا إلى جانب هذه الإشادة الدولية بمخابراتنا انفتاحا على الإعلام المغربي والأجنبي، إذ لأول مرة يشارك أحد أطر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بوجه مكشوف في إحدى البرامج بالقناة الثانية للزميل جامع كولحسن، ليتوالى التواصل بشكل عاد وسلس بين الإعلام المغربي والمكتب المركزي، سواء عبر ندوات صحافية أو عبر الاتصال المباشر برئيس المكتب عبد الحق الخيام شخصيا، الشيء الذي ولد الثقة بين الأطراف ،خدمة للمجتمع ومحاربة للإرهاب وللإرهابيين.