لم يرق لقاء ديربي الوداد والرجاء إلى الحد الأدنى من الانتظارات، وكان شاحباً في جل أطواره، باستثناء بعض المحاولات الخجولة، والمحسوبة على رؤوس أصابع اليد الواحدة، ليتأكد أن مباراة الديربي البيضاوي أفرغت من محتواها، وفقدت نكهتها، وغابت عنها الفرجة والمتعة والمراوغات البديعة، وتحول الاستمتاع بهذه المباراة من رقعة الملعب إلى المدرجات، حيث الجمهور يتفنن في أساليب التشجيع من شعارات وتيفوات. نتيجة التعادل التي انتهى بها لقاء الديربي أسعدت المدرب رشيد الطاوسي العائد من مرحلة الفراغ، واعتبر نقطة أمام المصدر الوداد نتيجة إيجابية، علماً بأن ست مباريات خاضها الطاوسي مع الرجاء حصد منها خمس نقط من أصل ثماني عشرة نقطة، لكن مدرب الوداد لم يرض على نتيجة التعادل، وعزا ذلك إلى غياب الفعالية لدى خط الهجوم، ووعد بتصحيح الأخطاء، خصوصاً وأن نقطة واحدة أفقدته مركز الصدارة الذي ظل الوداد يحتكره منذ الموسم الماضي. نتيجة الديربي خدمت مصالح الفتح الرباطي الذي انفرد بالصف الأول عقب عودته بفوز ثمين على حساب اتحاد طنجة، ليرفع رصيده إلى سبع وعشرين نقطة بفارق نقطتين عن المطارد المباشر الوداد، ولعل تربع لاعبي الفتح على كرسي الصدارة سيمنحهم ثقة كبيرة، وسيرفع من معنوياتهم خلال القادم من الدورات رغم قلة عدد الجماهير العاشقة لهذا الفريق. الفتح حقق فوزه الرابع على التوالي وأرسل إشارات على أنه أقوى مرشح للظفر باللقب، لكن خسارة اتحاد طنجة بميدانه تفرض على المدرب بنشيخة تجاوزها والتكفير عنها، وهي التي جمدت رصيد الفريق في تسع عشرة نقطة بفارق نقطة واحدة على فريق المغرب التطواني العائد من بعيد، والذي استطاع أن يصنع الانتصار خارج الديار على حساب أولمبيك خريبكة الذي رسم تواضعاً مثيراً للاستغراب، وهو تواضع حكم على لوصيكا باحتلال الصف الأخير بثماني هزائم، وثلاثة انتصارات وتعادل واحد. الصف الأخير يقبع فيه أيضاً المغرب الفاسي العائد بخسارة قاسية من بركان، وبقراءة في حصيلة الماص، يتأكد بأن الفريق مطالب بالخروج من قوقعة النتائج السلبية، لتفادي الاستمرار في الحسابات الضيقة، والأمر يتطلب تهييئاً نفسياً ناجعاً خلال المباراة القادمة أمام الوداد. الجيش وجد سلاحه خلال الجولات الأخيرة، بعد انطلاقة متعثرة وفاز على الكاك ليرفع رصيده إلى تسع عشرة نقطة، وهو رصيد أهله لاحتلال المرتبة الثالثة، وبذلك تكبر أطماعه في التنافس على لقب الدوري الاحترافي، وفي المقابل، تجمد رصيد النادي القنيطري في خمس عشرة نقطة، وهو رصيد مهم بالنسبة للكاك الذي اعتاد أن يكون ضمن طابور أندية أسفل الترتيب. المستفيد الأكبر من الجولة الثانية عشرة هو الدفاع الجديدي الذي صنع فوزاً عريضاً على حساب شباب الحسيمة، مكنه من مغادرة الصف الأخير الذي كان يقبع به لعدة دورات ليرتقي إلى الصف الثالث عشر برصيد ثلاث عشرة نقطة، وهو نفس الرصيد الذي يتوفر عليه الكوكب المراكشي العائد بتعادل من أكادير أمام الحسنية، ولعل تواضع هذين الفريقين خلال الجولات الأخيرة يفرض على المدربين الدميعي والسكتيوي إيجاد الحلول في أقرب وقت لاستعادة التوازن ومصالحة الانتصارات. النتائج: نهضة بركان المغرب الفاسي: 2/1 أولمبيك خريبكة المغرب التطواني: 0/1 الجيش الملكي النادي القنيطري: 2/1 الدفاع الجديدي شباب الحسيمة: 3/0 حسنية أكادير الكوكب المراكشي: 1/1 الوداد الرياضي الرجاء الرياضي: 0/0 اتحاد طنجة الفتح الرباطي: 0/1