مع استمرار الاحتجاجات التي تنادي بانهاء حكم الرئيس المصري حسني مبارك يطفو الى السطح تساؤل حول الاشخاص أو الجماعات التي قد يصبح لها نصيب من السلطة في البلاد. ومنذ توليه السلطة قبل ثلاثة عقود عمل نظام مبارك بشكل منظم على اضعاف أو تحييد كل الاحزاب السياسية. وفرض في مصر قانون الطواريء لتقييد نشاطات الاحزاب ومنعت لجنة تديرها وزارة الداخلية عددا كبيرا من الاحزاب من الحصول على تراخيص رسمية ومن بين هذه القوى جماعة الاخوان المسلمين. ونتيجة لذلك لعبت نقابات مهنية ومنظمات للحقوق المدنية والقضاء وصحف وجماعات أخرى دورا في حركة المعارضة المصرية المفتتة. وفيما يلي عرض لبعض الشخصيات والجماعات التي قد تلعب دورا مهما في مصر في الايام المقبلة : محمد البرادعي: عاد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية البالغ من العمر68 عاما الى مصر عام2010 بعد حياة مهنية أدت الى فوزه بجائزة نوبل للسلام عام2005 . وبعد انتهاء فترة توليه المنصب دخل البرادعي الذي درس القانون الساحة السياسية على الفور وقال ان مصر بحاجة الى تغيير شامل وانهاء للحكم الشمولي لرجل عسكري مثل مبارك. وأحبط البرادعي العديد من نشطاء الديمقراطية لانه قضى كثيرا من وقته خارج مصر في الشهور القليلة الماضية لكنه عاد يوم الخميس وأعلن استعداده للعب أي دور في حكومة انتقالية ثم وجه في وقت لاحق كلمة للمحتجين في ميدان التحرير بوسط القاهرة. محمد بديع: أصبح بديع البالغ من العمر66 عاما المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين العام الماضي. وهناك عدد من الشخصيات التي تتحدث كثيرا باسمها مثل عصام العريان أو كامل الهلباوي الذي يعيش في لندن. لكن اذا كان الاخوان سيدخلون في محادثات مع الحكومة فان ذلك سيكون بموافقة بديع مرشدها العام. وينظر الى بديع على أنه محافظ -وهي السمة المميزة لمن تولوا منصب المرشد العام للاخوان- أحجم عن تحدي السلطات المصرية خوفا من مزيد من القمع. وجعل مبارك من صد الاسلاميين ركيزة لسياساته واتهمهم بالتحريض على الاحتجاجات التي بدأت قبل ثمانية أيام ، وعلى أعمال النهب والاخلال بالنظام. وتقول الحكومة المصرية ان الاخوان جماعة محظورة لكنها تسمح لها بالعمل في حدود. أيمن نور: نور سياسي ليبرالي وهو محام خاض انتخابات الرئاسة عام2005 أمام مبارك لكنه عانى من تصريحاته اللاذعة. وسجن نور بعد ادانته بتقديم وثائق مزورة لتأسيس حزب الغد لكن أطلق سراحه بعدما قضى في السجن أكثر من ثلاثة أعوام من بين خمسة أعوام حكم عليه بها. ويحظر القانون المصري الحالي تولي نور أي منصب سياسي خلال خمس سنوات على الاقل بعد انتهاء فترة سجنه الاصلية مما يستبعد خوضه انتخابات الرئاسة المقررة في سبتمبر . وكان نور في السابق نائبا برلمانيا عن حزب الوفد الذي انسحب منه. عمرو موسى: كان عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية وزير خارجية يحظى بشعبية في ظل مبارك وامتدحته الاغاني الشعبية لتصريحاته المؤيدة للفلسطينيين خلال سنوات من صنع السلام مع اسرائيل. وأضر انتقال موسى الى جامعة الدول العربية وهي منظمة محافظة تدعم القادة العرب الحاليين بصورته بعض الشيء لكن مصريين كثيرين ذكروا اسمه من قبل كشخص يؤيدون توليه الرئاسة. وأدلى موسى بتصريحات منذ بدء الاحتجاجات وقال يوم الاحد انه يريد أن يرى ديمقراطية مبنية على تعدد الاحزاب في مصر. أحمد زويل: فاز زويل العالم المصري بجائزة نوبل للكيمياء عام1999 ونفى العام الماضي أن تكون له طموحات سياسية. لكن صحفا قالت الاثنين انه سيعود الى مصر لاستمرار العمل على تشكيل لجنة لاصلاح الدستور تشمل أيمن نور ومحامين مشهورين. ونشرت صحيفة الشروق المصرية خطابا وجهه زويل للشعب المصري واقترح فيه انشاء مجلس حكماء لوضع دستور جديد لمصر. حمدين صباحي: صباحي سياسي يؤمن بالقومية العربية ويرأس حزب الكرامة تحت التأسيس الذي لم يحصل على تصريح رسمي من الحكومة. انتخب نائبا في البرلمان عام2005 وفكر في خوض انتخابات الرئاسة في ذلك العام بعدما أجرى مبارك تعديلات دستورية بضغط من واشنطن لكنه عدل عن رأيه في وقت لاحق. وكان من المتوقع أن يخوض صباحي انتخابات الرئاسة العام الحالي. كفاية: أسس جورج اسحق الزعيم النقابي الذي يحظى بالاحترام حركة كفاية عام2004 ونظمت الحركة احتجاجات ضد حكم مبارك عام2005 لرفض فكرة توريث الحكم لابنه الاصغر جمال مبارك. وفقدت الحركة التي كسبت تأييدا بين المهنيين من أبناء الطبقة الوسطى زخمها بسبب انشقاقات داخلية لكن ومنذ بدء الاحتجاجات الاسبوع الماضي بدا أن كفاية تلعب دورا في تحريك الحشود. لاعبون اخرون: ظل حزب الوفد التي تعود جذوره الى ما قبل ثورة1952 في مصر المعقل التقليدي للديمقراطيين الليبراليين في مصر لكن ينظر اليه على أنه تعاون مع حكومة مبارك خلال السنوات القليلة الماضية. ولعب حزب التجمع اليساري دورا مشابها. ومجدي حسين زعيم حزب العمل الاسلامي شخصية معارضة شهيرة ظل يدخل السجن ويخرج منه بشكل متكرر.