اهتزت عاصمة فرنساباريس، بفعل ضربات إرهابية نكراء خلفت عشرات القتلى والجرحى. وقد خلفت العمليات الإجرامية، رجة عالمية كبرى وتعاطفا إنسانيا متعدد الأبعاد والملامح، كما خلفت حملة إدانة واسعة من كل شعوب العالم. والشعوب العربية والإسلامية، ومنها الشعب المغربي، أكثر شعوب العالم ولا شك تعاطفا مع ضحايا الارهاب والقتل الأعمى والحقد القاتل، لأنها كانت ضحيته منذ عقود، بسبب ما تكبدته من هجمات ومن تقتيل ومن استباحة لدماء أبنائها وبناتها ، ولأنها ثانية تشعر بمآسي الشعب الفرنسي الآن والضحايا الابرياء من أبنائه بسبب تاريخها من الألم المتعدد، ومعاناتها من الإرهاب الجماعي الذي يفتك بالعشرات .. ولعل الشعوب ذاتها أكثر استنكارا لما حدث لأنه استغل أعز ما تملكه وأقدس مقدساتها الدينية والروحية لارتكاب أعمال حمقاء ودامية. ولهذا السبب ولإيمانها بإنسانية الرسالة المحمدية، تشعر بغضب عارم سيزيد من هشاشة أوضاع المسلمين في الدول التي تأويهم ، أو التي يشكلون جزءا من فسيفسائها البشرية ويزيد من الحصار الداخلي والخارجي على ملايين المسلمين في العالم. لقد أبانت الضربات الوحشية في باريز القدرة الدائمة للارهاب ، ولتنظيمه في دولة الشام والعراق، على التحرك، والقدرة المستمرة على تعبئة الموارد البشرية المغسولة الدماغ القابلة لتنفيذ مخططه وإخراجه الى حيز التنفيذ. وهو ما يستدعي تعميق المواجهة المتعددة الأبعاد:العقائدية، والقانونية، والأمنية والاستخباراتية، والوقوف في وجه التمدد الجغرافي الذي سيمس ولا شك العديد من دول العالم العربي الاسلامي نفسها. إن الاتحاد الذي خبر الألم الارهابي في جسد أحد أبنائه البررة، الشهيد عمر بنجلون، يشعر بالقسوة الكامنة في هذا العمل الوحشي، كما يشعر بآلام العائلات والبلاد التي تكبدت هذه الخسارة الفادحة في الارواح البريئة، ويشعر بأن المغاربة قاطبة ضد الارهاب وضد نقل أطوار الحروب الشرق الأوسطية الى أعماق الدول الآمنة، ويدعو الى جبهة عالمية ضد كل أشكال الإرهاب الجماعي والفردي، ومن أجل إحقاق حقوق الشعوب وتمتيعها بثرواتها، ومنها الثروة الرمزية ممثلة في الامن والاستقرار ووحدة الاراضي والتسامح والتعايش المنتجين. وينبه الاتحاد الى تصاعد الأفكار والدعوات التي تمتح من نفس المعين الذي يتغذى منه الذين نفذوا العملية، والتي تتصاعد في جميع أقطار العالم العربي والإسلامي، ولاسيما منها التي دخلت تجارب ديموقراطية وتعددية.