للإعلام دور كبير في محاربة الإرهاب. وهذا يدخل في صلب رسالته المجتمعية، وبحكم أن الإرهاب لا دين ولا ملة له. شدد المشاركون في المؤتمر 33 لصحافيي الضفتين والأكاديميون والأمنيون بمختلف درجاتهم.. الذين حضروا أشغال هذا المؤتمر الذي احتضنته الجزيرة الخضراء بداية شهر أكتوبر من السنة الجارية. تحت عنوان التعاون بين المغرب وإسبانيا. التحديات الجديدة في الأمن، على ضرورة ألا يتم إقحام الدين الإسلامي في ما يقترفه الإرهابيون بمختلف تكويناتهم. الذين يريدون تبرير همجيتهم وما يرتكبونه من جرائم إنسانية باسم الدين الحنيف، الذي هو بريء منهم براءة الذئب من دم يوسف. في هذا المؤتمر تعددت المقاربات، وإن كانت كلها تلتقي في البحث عن السبل الناجعة في مجابهة هذه الظاهرة التي قضت مضجع المجتمع الدولي. فإلى جانب المقاربة الأمنية وتكثيف الجهود مايبن الدول وتوحيد الرؤية والتنسيق، هناك مقاربة أخرى أساسية ومهمة تنطلق من التحسيس ودحض الفكر التكفيري. والجهادي بكل الوسائل المعروفة سواء داخل الدول الإسلامية أو الدول الغربية من أجل اجتثاث هذا الفكر الظلامي الذي جاء لفرض الوصاية على البشر والحجر معا. وهنا أيضا يأتي دور الاعلام، فإذا كان الأمني يحارب الإرهاب والإرهابيين بوسائله المعروف الخلاصةانه. فإن هذا المجهود يجب ألا يبقى مقتصرا فقط عليه لوحده مهما كانت المقاربات الأمنية لن تستطيع لوحدها إحلال الهزيمة بالدواعش والمتطرفين. وهنا يطرح سؤال كبير أمام الخصوصية التي يتعامل بها الأمنيون مع هذا الموضوع. فإذا كانت المجتمعات الأوربية بالدرجة الأولى تعرف تنسيقا محكما بين الأمني والإعلامي لمحاربة هذه الآفة. من خلال تمكين الجسم الصحفي من المعلومة ومن سياقاتها حتى تتضح الصورة أكثر للإعلامي، ويوظفها في رسالته الإعلامية خدمة للقارئ و المجتمع ككل.. فإن الحالة العربية ومنها المغربية ليست كذلك. وهنا نستحضر سؤالا طرحه أحد الزملاء الاسبان في هذا المؤتمر على صامويل كارلوس مستشار رئيس الحكومة الإسبانية في الأمن حول مصير ثلاثة صحافيين إسبان اختطفوا في سوريامن طرف الارهابيين . ولأن الوصول إلى المعلومة حق ثابت في الجارة الإسبانية لم يتردد المسؤول الإسباني في الإجابة عن هذا السؤال. والتأكيد على أنهم في صحة جيدة، وان الملف بيد جهات مسؤولة ستعمل على إطلاق سراحهم في القريب العاجل. هذا المثال يبين مدى التعاون القائم بين السلطة الحكومية والسلطة الرابعة . بل نجد وأن الإعلاميين الإسبان وغيرهم من القارة العجوز على اطلاع كبير بملفات الإرهاب والإرهابيين نتيجة هذا التعاون »المسؤول« . بل إن كل واحد منهما يتحمل مسؤوليته ويعرف جيدا حدود اختصاصاته. لكن، للأسف، هذه الصورة وهذا التعامل غير وارد لدينا نحن العرب والمغاربة. لأننا لا نضبط بالشكل الكافي والمطلوب حدود المسؤوليات والاختصاصات. فإذا كان الأمني المغربي أو العربي يرى أن المعطيات تبقى سرية خوفا من أي تسريبات أو توظيفات من طرف الإعلامي ليست في محلها لهذه المعلومات. سيستفيد منها الإرهابيون، وهذا سببه اللاثقة أحيانا مابين الطرفين. وإن كان الجميع يلتقي موضوعيا في محاربة الإرهاب والإرهابيين. الصحافة هي خير حارس للعدالة والحريات والديمقراطية، وهذا طبعا لن يتأتى دون أن يكون هناك استقرار سياسي وأمني في أي مجتمع، ومن ثمة وجب إعادة النظر في العلاقة التي تربط بين الأمني والإعلامي في مغربنا لمجابهة الإرهاب والإرهابيين.