في خطوة تربوية اجتماعية وإنسانية غير مسبوقة، سلمت الجمعية الخيرية الإسلامية مفتاح دار الطالب والطالبة بأجلموس، إقليمخنيفرة، للنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، حيث جرى حفل افتتاحها، صباح الخميس ثامن أكتوبر 2015، في حضور مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، محمد جاي منصوري، والنائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، محمد أدادا، وعدد من الفاعلين التربويين والجمعويين والمنتخبين والإعلاميين، إلى جانب أعضاء من الجمعية الخيرية الإسلامية وأطر من إعدادية الخوارزمي المستفيدة أساسا من الدار المذكورة التي استقبلت ضيوفها بأناشيد ترحيبية من تقديم نزيلات بها. وقد أعطيت الانطلاقة الرسمية لدار الطالب والطالبة بلقاء تقدم فيه النائب الإقليمي بكلمة توجه فيها بالشكر لكافة المتدخلين والمساهمين وأعضاء الجمعية الخيرية الإسلامية، والفاعلين في الحقل التربوي. ومن جهته، أكد مدير الأكاديمية الجهوية على امتنانه التام لكل المكونات التي أسست للمشروع وأخرجته للنور حتى يكون التلميذ/ التلميذة بالمنطقة هو الرابح الأول ضمن برنامج محاربة الهدر المدرسي، بينما ذكر بحالة جماعة أجلموس التي ظلت إلى وقت قريب تعاني مما وصفه ب «الهدر المدرسي الخطير» من خلال عدم التحاق العشرات من التلاميذ بالمؤسسات الإعدادية، مسجلا نسبة 87 تلميذ/ تلميذة ينقطعون عن الدراسة سنويا بسبب انعدام مراكز الإيواء، داعياً مختلف الفاعلين والشركاء والمتعاونين إلى المزيد من التعبئة وتكاثف الجهود باتجاه دعم التلميذ باعتباره مستقبل البلاد، والعمل، كل من موقعه، على توفير الظروف المناسبة له. وبينما أشار إلى الطاقة الاستيعابية لدار الطالبة التي تصل إلى 150 تلميذا/ تلميذة، وما ستقدمه الأكاديمية من دعم ومنح في هذا الشأن، شدد مدير الأكاديمية على أن التلاميذ النزلاء بالدار ليسوا بحاجة إلى مرقد ومأكل ومشرب فقط بل لمتابعة ومواكبة توجههم الدراسي بشكل أفضل، داعيا مدير الدار وحارستها العامة إلى ضبط سلوكيات التلاميذ/ التلميذات وتتبع مسارهم الدراسي وتحفيزهم على تنظيم حياتهم التربوية، مع توعية الأمهات والآباء بالأدوار والأهداف التي تأسست من أجله دار الطالب والطالبة، والغاية من تطويق هوة الهدر المدرسي، خصوصا بين أوساط الفتيات القرويات المهددات بالانقطاع والجهل والمنزلقات الاجتماعية. وقد قام «ضيوف الافتتاح» بزيارة عامة لمرافق الدار المجهزة بكل اللوازم المطلوبة، باستثناء قاعة المعلوميات التي ينتظر أن يتم تجهيزها بالحواسب لاحقا، في حين تم تفقد مراقد الإناث التي تضم 32 نزيلة في أفق استكمال الطاقة الاستيعابية المقرر تحديدها في 120 فتاة، تماما كما هو حال مراقد الذكور التي بلغ العدد بها إلى 56 نزيل في أفق رفعه إلى 120 شخصا وفق الطاقة الاستيعابية المقررة، فيما أشارت مصادرنا إلى وجود رصيد مالي في حساب الجمعية الخيرية تم الاحتفاظ به لغاية صرفه في ما قد تحدده الدار من حاجيات. وفي لقاء ببعض أعضاء الجمعية الخيرية الإسلامية بأجلموس، استعرضوا، في تصريحاتهم ل «الاتحاد الاشتراكي»، أطوار مشروع الدار المذكورة، منذ أن كان مجرد فكرة تبنتها مجموعة من الفاعلين المحليين الذين قاموا بتأسيس جمعيتهم الخيرية عام 2009، وسط اكراهات مادية صعبة، وخلالها تم عقد شراكة مع الجماعة القروية التي منحت قطعة أرضية مساحتها 2560 مترا، ولكسب الرهان المنشود، شرع أعضاء الجمعية في طرق باب المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وعقد سلسلة من اللقاءات بعامل إقليمخنيفرة، حيث تمت برمجة مشروع بناء دار الطالب والطالبة لأجلموس عام 2012، بغلاف مالي قدره 350 مليون سنتيم، ثم برمجة تجهيزها بغلاف 40 مليون سنتيم، لتتمكن الجمعية الخيرية وقتها من إعداد ملفها طبقا لقانون 14/ 05 المتعلق بدور الطالب لأجل تسوية رخصة الإيواء بغاية المساهمة في تعزيز تكافؤ الفرص عبر احتواء ظاهرة الهدر المدرسي الذي تعاني منه المنطقة وضواحيها النائية.