يفتح المسجد الكبير محمد السادس بمدينة سانت إيتيان الفرنسية، الذي شيد سنة 2012 ، بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج يومي السبت و الأحد أبوابه للزوار الفرنسيين من مختلف الأطياف معلنا انخراطه للسنة الثانية على التوالي في احتفاليته بالتراث المعماري بطعم روحي مفعم ببعد إنساني يشكل رسالة للسلام والوئام تتجسد من خلال العلاقات الجيدة والمثمرة بين المغرب وفرنسا. سيتحول المسجد الكبير محمد السادس بمدينة سانت إيتيان، الذي تم تشييده على مساحة 10 الآف متر مربع، منها 1400 مغطاة، على امتداد يومين إلى قبلة لساكنة مدينة "رون آلب أوفيرن" معلنا مشاركته في أيام التراث الأوربية في دورتها ال32، تحت شعار "تراث القرن 21، تاريخ المستقبل"، كمعلمة حضارية تروم إشعاع إسلام معتدل يحرص على نشر ثقافة الإخاء والتسامح. وحسب المركز الثقافي الاجتماعي المغربي بمدينة سانت ايتيان ستكون هذه السنة استثنائية لكونها ستجعل المسجد الكبير محمد السادس بمدينة سانت إيتيان يتحول على مدى يومين إلى معلمة معمارية جديرة بالزيارة ومناسبة لاكتشاف ما أبدعته يد الصانع المغربي التقليدي. ويتوخى المنظمون، أن يستضيف المسجد الكبير محمد السادس بمدينة سانت إيتيان، خلال أيام التراث الأوربية، ما يقارب 6000 زائر سوف تمنح الفرصة اكتشاف معلمة دينية تتلاءم مع الطابع المعماري لمدينة سانت ايتيان، الأمر الذي لا يمكن إلا أن يجعل منها تراثا بارزا في نسيج المعمار الفرنسي خلال العقدين الأخيرين. "و ستمكن فضاءات المسجد الكبير محمد السادس بمدينة سانت إيتيان، من فسح المجال للزائر للسفر في عمق الحضارة الإسلامية والمعمار العربي الأندلسي والثقافة الإسلامية والمغربية بشكل خاص، يقول العربي مرشيش، عميد المسجد الكبير ورئيس ورئيس المركز الثقافي الاجتماعي المغربي بمدينة سانت ايتيان. إن المسجد الكبير محمد السادس بمدينة سانت إيتيان، الذي لا يعتبر فقط مفخرة للمسلمين وإنما أيضا لمدينة سانت إتيان ولتراثها المعماري وانعكاسا لصورتها كمدينة جامعة متعددة الثقافات وعالمية القيم، قادر أن يشكل جسرا للتعريف بالثقافة المغربية المعروفة بثرائها وتعدديتها التي تدافع بشكل مستمر على قيم السلم واللانفتاح على الآخر والعيش المشترك ترجمة لرسالة المغرب الذي يروم دائما الحفاظ على السلم والتفاهم وصيانة الكرامة في العالم. لقد تم تمكين المسجد الكبير محمد السادس بمدينة سانت إيتيان من صومعة ترتفع بأربعة عشر مترا أشبه بجوهرة تؤثث الفضاء المعماري للمدينة وتنصهر معه، كما هو الحال بالنسبة لعدد من المساجد على الأراضي الفرنسية، وتحترم البيئة التي أنشئت فيها. وتتألق صومعة المسجد المشيدة وفق التقاليد العربية الأندلسية في سماء حي »صولاي« غير البعيد عن الكنيسة المحلية بساحة »غاريبالدي« بمدينة سانت ايتيان، صومعة بكويرات جامورها النحاسية الأربع، التي تحيل على صوامع شبيهة بتلك التي تعتلي مساجد في المغرب والأندلس. ويتوفر المسجد الكبير محمد السادس على مئذنة مزينة بزخارف مغربية صرفة، فيما يزخر من الداخل بالأعمدة المنحوتة والجدران المزينة بالزليج المغربي والسقف المزخرف على الطريقة العربية الأندلسية. فقدتم تزيينه ب 1800 متر مربع من الزليج و2400 متر مربع من الجبص المنقوش. لقد برعت يد الصانع التقليدي المغربي المتشبع بالهندسة المعمارية العربية والأندلسية، الذي سيكون حاضرا من خلا ل تنشيط ورشات للصناعة التقليدية انطلقت منذ أمس، في أن تجعل من المسجد الكبير محمد السادس بسانت إيتيان، جوهرة للصناعة التقليدية المغربية بامتياز، أصبحت اليوم تشكل جزءا من الموروث التراثي الفرنسي بل الأوروبي والعالمي أيضا. فقد تمت زخرفة مساحات المسجد الكبير محمد السادس الداخلية بزليج متعدد، ألوانه أكثر إضاءة، بترتيب هندسي براق فائق الدقة، زينت بجبص مرصع وبخشب منحوت ومصبوغ، ورصعت قبة قاعة صلاة المسجد بخشب الأرز المرصع بشكل دقيق والمزخرف للسقف الذي تتوسطه ثريا كبيرة أبدعتها، هي الأخرى، أنامل الصانع المغربي. فمنذ تدشين المسجد الكبير محمد السادس بمدينة سانت إيتيان الفرنسية، قبل ثلاث سنوات تحول هذا المسجد من معلمة دينية ومعمارية فريدة تأسر الناظر ببنائها وهندستها، التي برع في رسمها صفوة من المبدعين المغاربة في الحرف التقليدية، إلى واحدة من أهم المعالم السياحية للحاضرة الفرنسية.