قدمت القناة الثانية ضمن نشرة الأخبار التي بثتها الأحد الماضي، تقريرا يرصد أجواء عيد الفطر في فرنسا. وقد فوجئ المشاهد المغربي بالتناقض الكبير بين شكل التقرير الذي يشير بناؤه من خلال كل الصور والشهادات إلى مسجد باريس الكبير، ومضمونه الذي يتحدث وكأن الأمر يتعلق في سياق معين بالمسجد الكبير محمد السادس ب«سانت إيتيان» جنوبفرنسا الذي ساهم جلالة الملك محمد السادس في تمويل أشغال بنائه. وهكذا تم الحديث في التقرير الاخباري عن أجواء صلاة عيد الفطر في فرنسا التي تمت في مسجد باريس الكبير وكأنها بالمسجد الكبير في «سانت إيتيان»، وتم تقديم مسجد باريس الكبير والمعلمة الشهيرة وسط العاصمة الفرنسية على أنه مسجد «سانت إيتيان». وذكر موقع «الدولية» أن القناة الثانية «دوزيم» لا تتوفر على مراسل في فرنسا، لكنها في المقابل تعاقدت مع شركة إنتاج مغمورة بضواحي باريس، تكلف من حين لآخر وبطلب من القناة المغربية مصورا بتصوير وإرسال الصور إليها كما هي. وحسب «الدولية» فقد انتشرت تعليقات ساخرة ومنبهة على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى بعض المواقع الإخبارية، فور بث التقرير الإخباري المصحوب بتصريحات لمواطنين أدوا صلاة العيد بمسجد باريس، حيث عمدت القناة إلى بث نفس التقرير بأخطائه في نشرة الإعادة. وقالت تقرير «الدولية» لا يعرف إن كانت القناة، قد ارتكبت هذا الخطأ الجسيم سهوا أم عمدا، لكن الإصرار في نهاية التقرير من قبل مقدمة النشرة على انها فعلا صور لمسجد «سانت إيتيان» يطرح أكثر من سؤال. هذا وكانت القناة الثانية قد سبق وقدمت تقريرا اخباريا عن تدشين المسجد الكبير في «سانت إيتيان»، الذي تم تشييده على مساحة 1400 متر مربع ضمن نشراتها الاخبارية في يونيو المنصرم، بنفس الصوت ولكن ليس بنفس الصور. وتم بناء هذا المسجد الذي بدأت أشغال تشييده سنة 2004 وتصل طاقته الاستيعابية إلى قرابة ألفين من المصلين، بفضل هبة ملكية. وقد تم تشييد وزخرفة هذه المعلمة التي تعد مفخرة للجالية المسلمة بسانت ايتيان، وفق الطراز المعماري المغربي الأصيل بفضل المهارة اليدوية لحرفيي الصناعة التقليدية المغربية. ويتوفر المسجد الكبير محمد السادس على مئذنة مزينة بزخارف مغربية صرفة، فيما يزخر من الداخل بالأعمدة المنحوتة والجدران المزينة بالزليج المغربي والسقف المزخرف على الطريقة العربية الأندلسية.