الفيلم السينمائي الجديد" عايدة" للمخرج إدريس المريني تم اختياره من قبل المشرفين على مهرجان سينما المرأة بسلا الذي سيتم تنظم دورته التاسعة في الفترة الممتدة من 23 شتنبر الجاري إلى غاية 3 أكتوبر المقبل ليمثل السينما المغربية في مسابقة الأفلام الطويلة للمهرجان. وإلى جانب "عايدة" تشارك في المسابقة الرسمية أفلام " الدرس" لكريستونا كروزيفا وبيتر فالشانوف (بلغاريا، اليونان)، و" عذراء تحت القسم" للاورا بيسبوري (إيطاليا، سويسرا، ألمانيا، ألبانيا)، و" صيف سونكايلي" لألانطي كافايطي (ليتوانيا، فرنسا)، و"ناهد" لإيدا باناهاندي ( إيران)، و" رفرفة في مكان ما" لنكويين هوانك دييب (فيتنام، فرنسا)، و"الأم الثانية" لآنا مولايرت (البرازيل)، و"بولين تبتعد" لإيميلي بريزافوان ( فرنسا)، و"الميستنغ" لدونيز كامزي إيركيفين (تركيا)، و"أدريان ( الميكانيكي)" لروني بوليوه ( كندا)، و"ثمن الحب" لهيمون هايلي (إثيوبيا) ثم "ديكور" لأحمد عبد الله من مصر. وستتنافس هذه القائمة من 12 فيلما على الجائزة الكبرى للمهرجان، جائزة لجنة التحكيم، جائزة أفضل دور نسائي، وجائزة أفضل دور رجالي. وتتكون لجنة تحكيم الفيلم الروائي الطويل من سبع نساء، تترأسها المخرجة، السيناريست والمنتجة الكندية مانون باربو، التي سترافقها كل من الممثلة المغربية فاطمة الزهراء بناصر، والمصرية منال سلامة، والمخرجة النرويجية إيفا داهر، والمنتجة الفرنسية ماري كوتمان، والناقدة السينمائية ديجا مومبو، من الكونغو وماريا إيلينا سيسنيروس مانريكي، مديرة مهرجان دولي بإسبانيا. وأعلنت الجهة المنظمة، جمعية أبي رقراق، أن فعاليات الدورة ستفتتح بعرض فيلم "حضور أسمهان الذي لا يحتمل" للمخرجة الفلسطينية عزة الحسن (إنتاج مشترك بين النمسا وقطر)، وهو يحاول رصد بعض مظاهر حياة المغنية اللبنانية الشهيرة اسمهان. وقرر المنظمون اغناء برنامج هذه الدورة بإضافة فقرة جديدة ستكرس لنضالات النساء من أجل المساواة ولمناهضتهن لكل أشكال الميز والتعسف، بواسطة الفيلم الوثائقي. وتتكون لجنة التحكيم من الناقدة السينمائية صباح بنداود والمخرجة مريم عدو والباحثة والسينوغراف مجدولين العلمي. وتتنافس على جائزة الفيلم الوثائقي ستة أفلام هي: " 10949 امرأة " لنسيمة كسوم (فرنسا، الجزائر)، "ملكات سوريا" لياسمين فضة ( لبنان)، "بختة وبناتها" لعالمة عروالي (فرنسا، الجزائر)، "في سلم القصر" لتيونك في نكويين لونك (فرنسا) و "الرجل الذي يصلح النساء غضب أبقراط" لتييري ميشيل من بلجيكا. وتحتفي الدورة التاسعة لمهرجان سلا بالسينما البلجيكية، التي ينعتها جل النقاد بالسينما "المتعددة الأوجه" ، كأرضية مناسبة لتفعيل نقاش بناء حول التشكيل في السينما وعلاقتها بجمالية الفنون البصرية الأخرى. وسيرا على نهج الدورات السابقة، يتناول منتدى هذه السنة محورين رئيسيين يجمعهما عنوان شامل هو : "المخرجات السينمائيات، بين التدابير الفنية والشروط المادية للإنتاج " ستتم مناقشتها على مرحلتين: في مرحلة أولى، ستتحدث أربع مخرجات، من مشارب مختلفة، على أساس خبرة كل واحدة منهن، عن الكيفية التي يمكن لحساسيتهن الأنثوية أن تؤثر على أعمالهن، والتأثيرات المحتملة لوضعهن كنساء على ممارسة مهنتهن كمخرجات سينمائيات. وفي مرحلة ثانية، ستقوم منتجات ومسؤولات عن مهرجانات سينمائية خاصة بأفلام المرأة، بإكمال الحديث من وجهة نظر تمويل الأعمال السينمائية، وكيفية تلقي هذه الأفلام المرأة جماهيريا وتجاريا، من خلال تقييم وتفسير العلاقة بين حجم الميزانيات المخصصة للأفلام المنجزة من قبل مخرجات نساء وفرصهن في فرض ذواتهن على مستوى الإنتاج السينمائي. وفي إطار حوارات السينمائيين، تفسح التظاهرة فرصة تقديم "نظرات متقاطعة" لمخرج ومخرجة حول مسألة النوع في السينما، ومقاربة كل منهما لسينما المرأة أو السينما في صيغة التأنيث. وستجمع هذه الفقرة المخرج المغربي محمد مفتكر والمصرية هالة خليل. كما تقترح الدورة إقامة للكتابة و ورشا للتكوين و الاستئناس، يؤطرها مهنيون مغاربة وأجانب، وتقديم مؤلفات لها علاقة بالسينما والمرأة. يذكر أن مهرجان سلا لسينما المرأة سيكرم هذه السنة الممثلة المصرية سلوى خطاب، والمغربية نادية نيازي. تجدر الإشارة إلى أن الفيلم السينمائي المغربي " عايدة" لادريس المريني الذي أخرجه بعد فيلمه السينمائي "العربي" الذي يحكي عن الظاهرة الكروية الراحل العربي بنمبارك، يتناول في تفاصيل مسار عرضه قصة امرأة يهودية مغربية اسمها "عايدة"، التي ستقع ضحية كوابيس رهيبة منذ أن عرفت بالمصير الذي ينتظرها نتيجة المرض الذي ينخرها، فتقرر الهروب من أجواء باريس الكئيبة الى بلدها الأصلي المغرب تطلعا الى بصيص أمل في الحياة.. لكن ستجد نفسها موزعة بين يوسف صديق صباها وغيثة زوجته، كما هي موزعة بين تعطشها الحارق للحياة ورغبتها في التحكم في مصيرها ومواجهة قدرها المحتوم، مادامت لا تملك سوى مهلة قصيرة تفصلها عن النهاية. لكن ستتمكن بفضل هذه العودة الى الأصل من التغلب على الانعكاسات المقلقة لمرضها، مستعينة بجذورها، بعالم الموسيقى المدهش، بالسماء الصافية لبلدها ونورها الوضاء... وقدتم تصوير هذا الفيلم بكل من مدن الرباطوسلا وبوزنيقة والصويرة، والعاصمة الفرنسية باريس. هذا، وتؤدي دور الشخصية الرئيسية في الفيلم " عايدة" الفنانة نفيسة بن شهيدة، كما أدى بقية الادوار الرئيسية كل من عبد اللطيف شوقي وأمينة رشيد ومجدولين الادريسي وهدى الريحاني وادريس الروخ ولطيفة أحرار ومحمد الشوبي ومجيدة بنكيران. ويشكل هذا الفيلم السينمائي، ثالث توقيع سينمائي للمسار المهني لادريس المريني بعد كل من فيلمي "بامو" سنة 1983 و "العربي" سنة 2011.