وجه قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش ، من على منبر مسجد ضريح الشهيد ياسر عرفات في خطبة يوم الجمعة 27/8 ، وجه نداء لكافة المسلمين والعرب وناشدهم التدخل كيفما شاءوا وكل حسب مقدرته ووفق الفرص المتاحة أمامهم ، لحماية المسجد الأقصى من التهويد والأسرلة ، حيث وصلت إجراءات سلطات الإحتلال إلى حالة من الخطر وتجاوزت الخطوط الحمراء بمنع كافة المصلين والسدنة والطلاب نساء ورجالاً من دخول المسجد وباحاته من فترة الصباح حتى الظهيرة ، وهو إجراء غير مسبوق ، مقابل السماح لقطعان المستوطنين الأجانب من دخولهم لساحات المسجد الأقصى في نفس الفترة ، مما يشير إلى محاولة فرض مشروع التقسيم الزماني المبرمج من قبل حكومة المستوطنين على المسجد الأقصى . ووجهت لجنة المتابعة العليا لعرب النقب جنوبفلسطين نداء إلى الأحزاب والحركات السياسية والمؤسسات الجماهيرية إلى تكثيف زياراتها التضامنية إلى قرية أم الحيران المستهدفة بالهدم ، كما دعت إلى تكثيف النشاط الأعلامي والسياسي نحو المجتمع الدولي للعمل بكافة السبل المتاحة للضغط على السلطات الإسرائيلية لوقف برامجها التوسعية ومخططاتها الأستيطانية التي تستهدف ترحيل أهل النقب من بلداتهم وزرع بؤر إستيطانية لقادمين أجانب جدد مكان سكناهم . في الحالتين ، وعبر الندائين وبالمناشدتين الأولى من قبل قاضي قضاة فلسطين من أجل حماية المسجد الأقصى ، والثانية من قبل لجنة المتابعة لعرب النقب من أجل بقائهم في بيوتهم ، تتساوى المعاناة من قبل فلسطينيي مناطق 48 مع فلسطينيي مناطق 67 ، وفي الحالتين يبحثون عن روافع تساعدهم على الصمود لعلها تخفف من معاناتهم في مواجهة مشروع الإحتلال التوسعي الإستعماري الإسرائيلي الذي يوحدهم داخل وطنهم ، يوحدهم بالمعاناة والأقتلاع وتغيير المعالم ودفن تراث أصحاب الأرض وجعل أرضهم ووطنهم ومكان سكناهم ومقدساتهم طاردة لأهلها وأصحابها ، ومحاولة تحويلها وجعلها قابلة لاستقبال المهاجرين الأجانب من اليهود . المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي يُوحد الشعب الفلسطيني داخل وطنه بالمعاناة ، فلماذا لا يتوحد الفلسطينييون بالعمل المؤسسي عبر الوعي والاختيار والمصلحة المشتركة ؟؟ لماذا لا يتوحدون في البرنامج وفي التطلعات طالما أن الهدف واحد وهو التخلص من الظلم والمعاناة والقهر ، وتحقيق الحرية والاستقلال والطمأنينة والاستقرار مثل باقي بني البشر ، ومثل كل الشعوب على أرضها ووطنها ؟؟ . الاحتلال يوحد الفلسطينيين في المعاناة بعد أن قسم وطنهم لأجزاء متقطعة ومنفصلة ما بين 48 و67 ، وما بين الضفة والقدس والقطاع ، كل منطقة ولها اجراءاتها وأدواتها وأنظمتها ، ويزيدها تمزقاً وتشتتاً ، الفرقة والانقسام السياسي بين فصائل العمل السياسي الذي يساهم في تعميق الأنقسام الجغرافي ويجعل الكل الفلسطيني في حالة تيه ، ويجعلهم غير قادرين على تحديد الأولويات فتتوه البوصلة من طرفي الخلاف الفلسطيني ، بل وبين صفوف الفريق الواحد !!. الإحتلال غير أبه بالمجتمع الدولي ، ولا يقيم له وزناً لأن أولويات المجتمع الدولي لا تقترب من فلسطين ، وليست على جدول أعمال إهتماماتها ، والجواب قدمه محمود الهباش في خطبته الجمعة بقوله كيف يتوحد المسلمون والعرب وهم لا يرون الوحدة بين الفلسطينيين ، وكيف يوحدون رؤيتهم وموقفهم إذا لم تصلهم رؤية واحدة وموقف موحد من قبل الفلسطينيين ، ولذلك المعاناة ستتواصل طالما أن الإحتلال باق ، والإحتلال لن يزول ، إلا بزوال الشرط الأول وهو الانقسام واستعادة الوحدة لصفوف مناضلي الشعب الفلسطيني من خلال مؤسستهم التمثيلية الواحدة ، وعبر برنامجهم السياسي الوطني المشترك ، وعبر استعمال أدوات كفاحية موجعة للإحتلال تجعل من مشروعه مشروعاً مكلفاً .