على بعد أقل من أسبوع عن كارثة إمي نوارك التي تعني بالامازيغية « فم الصفصاف الأبيض»حضرت جريدة الاتحاد الاشتراكي للوقوف على حجم الأضرار والمعاناة والإنصات للساكنة. وبالفعل مع بروز أول خيوط يوم السبت 15 غشت 20145 تمت الانطلاقة عبر رحلة من سفح الجبل, بدءا من عروس الأطلس عين أسردون بمدينة بني ملال ومن تم إلى الدير بمنطقة تيموليلت ومنها تبدأ بحق رحلة الفجاج «تيزي: من تيزي نايت اعمير الى تيزي نأيت عيسى» والأخاديد والانكسارات الجبلية المتنوعة والمختلفة والاودية والشعاب, مرورا بمنحدرات عميقة تلف في غالبيتها أهالي وسكان العديد من الدواوير على طول الطريق المؤدية الى مدينة واويزغت وتعني نداء الاستغاثة وطلب النجدة. والتي تحضنها جبال أيتمازيغ وايت ايسيمور المطلان على بحيرة بين الويدان في شموخ طبيعي قل نظيره. يشكل الجزء الكبير منها قبائل أيتمصاض ومنها إلى قبائل أيتسخمان. وحدها روعة المناظر الطبيعية الجذابة والمتنوعة تجعلك تعيش لحظة تواطؤ, تنسيك مقصدك وتغفو من خلالها لتنصهر مع عذوبة الإيقاع البصري والرؤية الإبداعية للمواقع الطبيعية المتتالية وهي تتراءى بجمالية تصارع ذاكرة حفظها بالمخيال. كان لزاما علينا التوقف بمدينة واويزغت لأخذ ما يكفي من الزاد من حيث المعلومات والمعطيات, وما يلزم من الاحتياطات المرتبطة بالطريق المؤدية الى موقع الكارثة. وكان لنا لقاء مع مجموعة من الفاعلين الذين عبروا عن تذمرهم وسخطهم من تهميش المناطق الجبلية وترك ساكنتها تصارع الحصار الطبيعي والحصار المضروب عليها بفعل ضعف الاستثمارات العمومية الضعيفة جدا، والتي لا يتعدى حجمها 700 درهم للمواطن مقابل المعدل الوطني الذي يصل الى 2200 درهم. إضافة الى الخصاص المهول في الماء الصالح للشرب بإقليم غني بالماء, فقير الى الماء. وكذا غياب سياسات عمومية في مجال التعمير والبناء بالمناطق الجبلية وملاءمة ذلك لطبيعة المناطق الجبلية وتحسيس الساكنة بخطورة البناء بجوار الشعاب والأودية والمنحدرات. وقد أكدوا كذلك على أهمية إخراج مشروع قانون تنمية الأقاليم الجبلية كونها تحتضن أكثر الجماعات تهميشا والتي تعيش ساكنتها أوضاعا إنسانية صعبة وفقرا مدقعا . وبالتالي تحويل هذه الجماعات إلى مجرد آليات «لفلكرة» المناطق الجبلية طبيعيا وإنسانيا واستثماريا تزيد من تعميق الاعطاب التنموية. أما عن البدائل فإن الحسرة تظهر على محيا محاورينا وتنقطع الأصوات ليتم التقاط بعض الشيء منها ولعل أغلبها والمرتبط بهذه الكارثة هو محاربة الفقر وتقوية الوعي والاحساس بالمسؤولية, لدى الجميع وخاصة المجالس المنتخبة التي لا تضع في برامجها كل شروط التنمية والمحاسبة وإنجاز المشاريع الملائمة وفق دراسات علمية دقيقة, إضافة الى مراقبة جودة الاشغال والتي غالبا ما تنمحي آثارها في مدد قصيرة قد تصل الى اندثار المشروع فور تسلمه: تعبيد الطرق، انشاء القناطر خير دليل على ذلك. وفيما يتعلق بحماية المواطنين من مثل هذه المخاطر الطبيعية, فالأمر يقتضي التفكير بجدية في إنجاز السدود التلية والحفاظ على جميع المكونات الطبيعية للمجال الغابوي وضبط ومراقبة وتتبع الدراسات والانجاز للمشاريع بالمناطق الجبلية. ومن واويزغت, وبعد أن أخذنا نفسا عميقا غادرنا في اتجاه جماعة تيلوكيت كمحطة ما قبل الأخيرة ألا وهي إمي نوارك موقع الكارثة. وبمجرد ولوجنا أولى المنعرجات حتى وجدنا أنفسنا تتجاذب سيارتنا موجة من المنعرجات, ما إن تعبر منعرجا حتى يسلمك لمن يليه. وحده عبورنا للقنطرة القديمة على واد العبيد يمنحنا الالتفات الى مياه الوادي الغارقة في فسيفساء ما بين قتامة لون الطين في خيوط المياه ذات لون أخضر وألوان ممزوجة بحمولة مختلفة حطتها السيول من المنحدرات مؤثثا للوحة تشاكس مبدعنا السميحي في « شكون طرز الماء». وشكلت وعورة الطريق وضيقها وطولها لحظات كتمت الأنفاس, ولم يعد معه التفكير في العودة من الموقع, بل فقط الوصول اليه وبمشقة الأنفس, بلغنا قمة تيزي نايت عيسى وهي عبارة عن مجال مترامي الأطراف في منبسط عبارة عن أحجار متراصة ببعضها البعض، بفعل طول مدة تراكم الثلوج بالمنطقة. فسلمتنا هذه القمة لمنحدر آخر تتخلله محطات خالية يجعلها المتبضعون من الأسواق الأسبوعية المجاورة مكانا للالتقاء الجماعي من أجل الالتحاق بدواويرهم البعيدة والعميقة في التخوم الجبلية وقممها، بواسطة الدواب عبر مسالك متربة وجد ضيقة وقد تتطلب عملية الوصول ساعات طويلة. وماهي الا لحظات قليلة قبل وصولنا الى تيلوكيت ,حتى بدأنا نكتشف أن المنطقة لم تسم بالقنطرة, أي تيلوكيت بالأمازيغية عبثا، باعتبارها من الناحية الطبيعية مكانا عميقا تلفه العديد من الاودية والشعاب من جميع الاتجاهات, سطحها السماء، ودعاماتها جبل أيتا وعياط وجبل واحضن وجبل تاسكاو جبل لغرويز. تشعر مع كل هذا إنك بالفعل ولجت أم الأرض من الناحية الجيولوجية. ومقبرة لأكبر الديناصورات(جيس أطلس).ومن المدخل تطل على كل تيلوكيت وليس بعضها وكل جنباتها المترفة بغطاء نباتي أخضر وبساتين الجوز والتفاح والخوخ, تخترقها مياه المنابع لتزيد من روعتها. ووسط مساكنها كان السوق الأسبوعي الذي صادفناه قائما. وبالرغم من قساوة المحيط وشظف العيش وبساطة بنية السوق والسلع والبضائع المعروضة, فإن تلقائية وعفوية وكرم الضيافة وحسن الاستقبال يجعلك تمتص عياء الطريق وعياء التفكير في الوصول الى المكان المقصود. حيث كان مرافقي، أحد المناضلين من أبناء المنطقة « أكرام» أي الشريف بالأمازيغية وبمجرد لقائه بالعديد من الأشخاص ممن يعرفونه يدعوننا وبإصرار للضيافة. وفي كل مرة نبحث عن الاعذار, لأننا كنا في بحث عن وسيلة نقل للوصول الى منطقة ايمي نوارك مكان الحادثة. وبداخل أحد المقاهي الشعبية التقينا بأحد سكان المنطقة « حمو بنك» من دوار ازروالن عسكري متقاعد، وبعد أن أجابنا عن أسباب الفيضانات بمنطقة امي نوارك مبرزا أن السبب الرئيسي هو الفقر ونعمة القرب من الماء تتحول الى نقمة.فقمنا بطرح أسئلة عليه متعلقة بطبيعة الطريق الوحيدة المؤدية, حيث أكد لنا أن مسافتها حوالي 10 كيلومترات وغير معبدة ووعرة ويضيف يجب احتسابها بعشرات الكلومترات نظرا لصعوبتها. وطلبنا منه ان يبحث لنا عن سيارة نقل للحد من الأضرار التي لحقت بسيارتنا الخفيفة. ونظرا لضيق الوقت قررنا مواصلة الرحلة بسيارتنا مهما كلفنا ذلك. وما هي الا أمتار قليلة عن تيلوكيت حتى بدأت تظهر أثار السيول الجارفة التي هزت المنطقة ومنها تخريب شبه كلي القنطرة الوحيدة الرابطة بين تيلوكيت وباقي المناطق المجاورة وهي حديثة الإنجاز. واستقبلنا بعد ذلك منعرج خطير تحول الى مجرى مائي بفعل السيول والذي يظل سببا رئيسيا في عزل كل المناطق المجاورة لتلوكيت. وعلى طول المسافة الفاصلة بين هذا المنعرج ومكان الحادث لم نعد ننتبه إلا لرصد الأحجار والحفر حتى نصل سالميين . وهكذا بدأنا نحس ونشتم رائحة المأساة واقترابنا من مكان وقوعها. وذلك من خلال تحركات سيارة القائد ونظرات أبناء المنطقة لنا التي تفيد انهم في إنتظار زائرين, و بدأوا يرددون كل شيء ضاع .. كل شيء ضاع .. وتمت دعوتنا الى التقاط أكبر عدد ممكن من الصور. فولجنا الدوار المنكوب حتى بلغنا بالتحديد الأماكن التي حلت بها الكارثة. ونظرا لحجم الدمار والخسائر وهول صدمة فقدان الأقارب, وجدنا أنفسنا ومن الوهلة الأولى وسط الأهالي وسكان المنطقة, نؤسس لتواصل بشكل حميمي وأخوي دون أي مؤثرات، فانخرط السكان في تنظيم هذه التغطية الإعلامية. وكان لنا أول لقاء بسعيد مرتوس موحى، فلاح من مواليد 1970 الذي صرح لنا أن المنطقة لم يسبق لها أن عرفت مثل هذا الطوفان, وأكد لنا أنه يقطن رفقة والده المسن البالغ من العمر 90 سنة. وعن الحادث صرح لنا أنه ساعة الكارثة كان بالمنزل رفقة عائلته المتكونة من طفلين وطفلتين وزوجتين ووالده. فحوالي الساعة الثانية بعد الزوال بدأ دوي الرعد تلته أمطار طوفانية فجأة شاهدت السيول الجارفة مثل جبل تتقدم نحو الدوار، وأصبت برعب شديد وفي ذات الوقت فكرت في إنقاذ أبنائي وعائلتي وعلى الفور أخرجت الجميع وبقي والدي العجوز يصارع المياه التي بلغت صدره وعدت على الفور رفقة ابنتي التي كانت آخر من انقذت وساعدتني في انتشال جدها وماهي الا ثوان قليلة حتى غامرت الأشجار والصخور الكبيرة منزلي بالكامل. وأضاف انه فر بمعية عائلته نحو مكان آمن ومرتفع. وعن حجم الخسائر صرح لنا أن كل شيء ضاع منه. من أثاث المنزل وثلاثين رأسا من الأغنام وكافة الوثائق من عقود ووثائق شخصية. وعن سؤالنا له حول مصيره ومصير أبنائه في غياب أية مساعدة مادية من طرف الدولة قال: إنه تم توزيع أبنائه ووالده العجوز على الجيران الذين لم تلحقهم الأضرار. وأننا نعيش على ما يمنح لنا بعض المحسنين من مواد غذائية وأفرشة فقط. وقبل ان ننهي لقاءنا بالسيد سعيد مرتوس, التحق بنا من الضفة الأخرى لواد الاتف العديد من السكان والضحايا. وتحت الحاحهم قمنا بجولة لكافة المنازل التي غمرتها المياه والمتهدمة والتي دمرت نهائيا وكان المسجد ومنزل الامام أول من استقبل السيول الجارفة وتهدم كليا. بعد ذلك التقينا بالشاب سعيد أشقير من مواليد 1991 فاعل جمعوي, الذي أصر على أن المنطقة لازالت مهددة لحد الآن, وأضاف أن أسباب الخطر لاتزال قائمة بسبب القنطرة التي تحولت الى سد غير معالم مجرى الوادي بسبب ارتفاع مستوى الترسبات. وأضاف أن القنطرة جد مغشوشة من حيث مواد البناء واعتماد مشروع القنطرة على دراسة اعتباطية لم تراع طبيعة المنحدرات وعمق مجرى واد الاتف والتي كان يبلغ عمقه أزيد من 60 مترا الى أن أصبح على بعد أمتار من المنازل. وفي تصريح لصاحب دكان جرفته المياه بكل محتوياته، أكد انه ظل يراقب دكانه وهو تسوقه السيول الى محطة مجهولة بكل محتوياته، حدد حجم الخسائر حوالي 15 مليون سنتيم من سلع وبضائع ومبلغ 6 ملايين نقدا. وأضاف بحسرة انه كان بداخل الدكان لولا مناداة احد الشبان عليه الذي أنذره بالمصيبة القادمة من الخلف لخسر حياته هي الأخرى. في حين عبر لنا عمر الراجي من مواليد 1963 عن أسفه الشديد للإهمال الذي يطال المنطقة خاصة وأنها منطقة سياحية بامتياز تزخر بالعديد من المؤهلات وبها كاتيدرائية كما سماها المستعمر وتسمى إمسفران باللغة الامازيغية , وهي عبارة عن مرتفع صخري ضخم بعلو 735 مترا من الوادي المجاور. وهو منظر يخلب العقول ويجذب العشاق العالميين من متسلقي الجبال. بعد ذلك توجهنا نحو المنزل الذي يتواجد به الشخص المكلوم بوعشرين أحماد, الذي بقي وحيدا بعد فقدانه للضحايا الخمس من عائلته ويتعلق الأمر بالمرحومة أورعي تودة من مواليد 1956 متزوجة ام لثمانية أطفال مزدادة بتيلوكيت زوجة بوعشرين احماد والمرحومة عائشة اوعبدي من مواليد 1962 أرملة وأم لاربعة أبناء. حلت ضيفة عند صديقتها الضحية الأولى من منطقة أيت تمجوطت. اورعي رقية وهي اخت من الاب للضحية الأولى وتبلغ من العمر 30 سنة، متزوجة وقد حضرت هي الأخرى ضيفة عند أختها رفقة ابنتيها اللتين جرفتهما السيول أيضا , الطفلة نجاة زعيم 9 سنوات و اكرام زعيم 5 سنوات. وقد تم انتشال أربع جثث, بينما بقيت جثة اورعي رقية مفقودة. وللإشارة فقط, فإن عناصر الوقاية المدنية لم تتمكن من القيام بمهامها على الوجه الاكمل ,واكتفت بما يقوم به المتطوعون من أبناء المنطقة. وبلغ عددهم حوالي المئة. من أيت مازيغ وايت امغار وامي نوارك. وبعد تقديمنا للعزاء للسيد بوعشرين احماد ,الذي تظهر عليه علامات ألم الفراق وهول الفاجعة, ولم يتردد في التصريح بقبول قضاء الله وقدره، لكن وبنبرة حادة لا تخلو من إحساس بالغبن قائلا «إن أخت زوجتي لاتزال تحت الأرض وماكاينش ليعاونا. كلشي مات ومشات الدار» وأضاف بحرقة أن من الذين يساعدوننا على العثور على جثة أخت زوجتي أصيبوا بأعراض مرضية جراء العياء والكد ومشقة البحث في أماكن صعبة ولا تخلو من خطر. في حين عبر محمد الراجي, رئيس جمعية اعمومن مسفران، 32 سنة مرافق جبلي, الذي أكد ان السبب الرئيسي لهذه الكارثة هو انجاز القنطرة بمواصفات غير سليمة وغير ملائمة للمجرى الطبيعي للواد. وأضاف ان الخطر لازال قائما ان لم يتم تدارك الموقف, وذلك بإزالة الترسبات وإعادة الواد الى عمقه الحقيقي. وفي طريقنا التقينا بأستاذ علوم الحياة والأرض بثانوية تلوكيت الإعدادية، السيد احمد أبناو، 48 سنة، الذي صرح لنا أن الحوض المائي لجهة تلوكيت، انركي وزاوية أحنصال كبير. وكل أوديته ومجاريه بالمنحدرات تتجمع في واد احنصال. مما يحول حقينة الاودية والاحواض لمصب واحد تتجمع فيه كل المياه وهو واد احنصال وتجرف المياه كل القناطر المبنية عليه. بما فيها القناطر المنجزة والحديثة العهد، مثل قنطرة واد ارغيس حديثة العهد التي انهارت كليا، وللإشارة فإن قنطرة على واد احنصال والرابطة بين امي نوارك وانركي وزاوية احنصال لاتزال صامدة, رغم انها أنجزت في عهد الاستعمار وفي ذات السياق تأسف سكان المنطقة المتضررة عن إزالة قنطرة خشبية ظلت هي الأخرى صامدة ولم تتسبب في اية اضرار. وكان أخر من ودعنا هو المناضل اليعقوبي محمد من مواليد 1963 بمنطقة امي نوارك, والذي لم يتردد في التصريح لنا بأنه يتعرض باستمرار للمكائد والمؤامرات والغرامات الوهمية لإسكات صوته, لأنه يقوم بفضح جميع الخروقات والتجاوزات التي تعرفها المنطقة وعن الفاجعة صرح لنا أن الغش في أشغال القنطرة وعدم احترام مواصفات الإنجاز كان سببا رئيسا في حدوث ما وقع، ولخص قلقه وغضبه في كونه ينتمي للمغرب المنسي. وفي اتصال هاتفي للسيد مدود إبراهيم رئيس سابق لجماعة تيلوكيت, شدد على أن السبب الرئيسي للكارثة هو عدم احترام المكونات الطبيعية والغطاء النباتي للغابة. وتحدث بصفته أستاذا جامعيا باحثا في هذا المجال وأنه بصدد انجاز دراسة في الموضوع بمنطقة تانسيفت. وقبل مغادرتنا الدوار وأمام رغبة الجميع في التصريح وإبداء الرأي للجريدة، قررنا تجميع ردود فعل الجميع في الاجماع على ما يلي: إعادة النظر في الدراسة وإنجاز القناطر مراقبة دفاتر التحملات الخاصة بكافة المشاريع, خاصة الطرق والقناطر إعادة النظر في كافة نظم التعمير والبناء تحميل المسؤولية لوزارة التجهيز ووكالة الحوض المائي وبعض المجالس المنتخبة التي تتحول الى مؤسسات طيعة وسانحة لكل الخروقات والتجاوزات. حماية المجال الغابوي بناء سدود تلية مع احترام حقوق الساكنة خاصة فيما يتعلق بعملية التقييم المادي تقديم المساعدة اللازمة للمتضررين. إعادة بناء المنازل التي غمرتها المياه او تلك التي تمت ازالتها كليا. وتعتبر منطقة امي نوارك من المواقع السياحية الهامة على الصعيد الوطني والدولي، وغنية بأشجارها المثمرة, لكنها فقيرة في بنياتها التحتية من طرق، وماء صالح للشرب وتأوي حوالي 78 أسرة بحوالي 481 فردا على علو يبلغ 1110 أمتار عن سطح البحر، تابعة ترابيا لجماعة تيلوكيت دائرة واويزغت إقليمازيلال. وفي طريق العودة، اوقفنا أحد سكان جماعة تاباروشت التي تبعد حوالي 20 كلومترا عن تلوكيت, أخبرنا عن كارثة أخرى بدوار تاكنريوت، وقعت بعد يومين من فاجعة امي نوارك. حين جرفت السيول منزلين وعدد كبير من رؤوس الأغنام والابقار واصابة رجل مسن إصابات بليغة بالرأس نقل على إثرها الى المركز الاستشفائي الجهوي بني ملال.