عاش مستعملو الطريق السيار الرابط بين مراكش والدار البيضاء، وتحديدا على مستوى محطة الأداء برشيد، منتصف ليلة الجمعة/السبت 19/20 يونيو الجاري، حالة من الرعب نتيجة لاندلاع النيران في شاحنة صغيرة بخزان للتبريد مخصصة لنقل الأسماك، التي شبّت فيها ألسنة اللهب حين توقفها بالمحطة واستمرت النيران في الانتشار لمدة معينة قبل أن تنتقل إلى مرافق الفضاء التابع للشركة الوطنية للطرق السيارة، في الوقت الذي ظل فيه العاملون بالمحطة يتابعون الموقف مكتوفي الأيدي مكتفين بالتفرج دون تسجيل أي تدخل منهم للوقاية والحدّ من انتشار ألسنة اللهب، أو على الأقل فسح المجال أمام مستعملي الطريق السيار للابتعاد عن مكان الحادث مخافة وقوع انفجار قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من خسائر خاصة على مستوى الأرواح؟ واقعة احتراق الشاحنة نتج عنها انتشار حالة للرعب الممزوجة بالسخط، خاصة وأن الحادثة لم تقع في طريق نائية معزولة، بل في محطة للأداء المفروض أن تكون عنوانا للأمن والسلامة، مجهزة بوسائل التدخل والتقنيات التي من شأنها الحدّ من تداعيات حوادث من هذا القبيل، حيث أعادت النازلة هاته إلى أذهان الحاضرين واقعة طانطان وانفجار خزان الوقود ، وهو ما تخوّف منه مستعملو الطريق وبدا الكل حذرا مرتابا من إمكانية انتقال ألسنة اللهب إلى سيارته، وما زاد الطين بلّة، يقول أحد شهود الواقعة ل «الاتحاد الاشتراكي»، أن المستخدمين لم يعملوا على فسح المجال لكي يغادر الجميع المكان في أسرع وقت، بل ظلوا مكتفين بفتح ممرين اثنين الثالث كانت تتواجد به الشاحنة المحترقة، والأكثر من ذلك كان هناك إصرارا منهم على استخلاص واجب استعمال الطريق السيارة أكثر من الحرص على حياة الزبناء/المواطنين وسلامة ممتلكاتهم، وظل الوضع كذلك والجميع يتابع تفاصيل الحادث في انتظار التحاق سيارات المطافئ وعناصر الوقاية المدنية، مصحوبين بعدة التدخل التي كان من المفروض أن يكون بعضها متواجدا في محطة برشيد وبكل محطات الأداء البالغ عددها 77 محطة على امتداد شبكة طرق تبلغ 1511 كلم مفتوحة في وجه حركة المرور، علما بأن المستخدمين هم بدورهم كان يتعين أن يكونوا على علم بأولويات الإسعاف للتدخل في حال سجّل حادث ما!