اندلعت النيران صباح أمس الخميس، حوالي الساعة الثامنة والربع، في قبو تختزن فيه كميات مهمة من المواد الجلدية، يتواجد بدرب المتر الزنقة 1 الرقم 63 بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء. وبحسب روايات لشهود في مكان الحادث، فإن سائق أحد القطارات هو الذي انتبه لألسنة اللهب والدخان المتصاعد من البناية المعنية بالأمر، لكون المحل المذكور يتوفر على واجهة خلفية مطلة على خط السكة الحديدية على مقربة من محطة القطار بوشنتوف، حيث شرع في إطلاق صافرة القطار بشكل قوي الأمر الذي أثار الانتباه! عناصر الوقاية المدنية التي حلت بمكان الحادث، لم تستطع تطويق النيران من الجانبين بفعل قوتها وبسبب غياب المياه التي كانت ضعيفة ، إضافة إلى عيوب تقنية لاتزال ترافق حضور رجال الإطفاء ، كالثقوب التي تعرفها خراطيم المياه التي يتوفرون عليها، وذلك على الرغم من تواجد 5 شاحنات فضلا عن عدد من سيارات الإسعاف. وإلى حدود العاشرة والنصف، لم تتمكن عناصر الوقاية المدنية من إخماد ألسنة اللهب ووجدت عناء كبيرا في إيجاد ممرات داخل المحل المحترق، والتي انتقلت تداعياته لتصيب محلا يجاوره مخصص لمهنة المطالة، فضلا عن الأدخنة التي تصاعدت إلى شقق المنزل وإلى باقي المنازل المجاورة، مما أدى إلى نقل سيدة على وجه الاستعجال بعد إصابتها باختناق سيما وأنها تعاني من مرض الربو، الأمر الذي أدى إلى انتشار حالة من الهلع والرعب والسخط في صفوف السكان، هذا في الوقت الذي استنكر فيه «الذهبي» وهو من أسرة مالكي العقار، تمكين المحل من ترخيص حوله المكتري بموجبه إلى قبو دائم الإغلاق رغم احتضانه مواد قابلة للاشتعال، فضلا عن محل المطالة الذي اعتبر أنه بدوره يشكل خطرا على المنزل صحيا وأمنيا، وهو« ما دفع الأسرة صاحبة العقار إلى ترك شقتين فارغتين دون شغرهما» . وقد حضر إلى مكان الحادث ، الذي خلف خسائر مادية إلى حدود كتابة هذه الأسطر، عدد من المسؤولين في سلك الأمن وعناصر الصقور الدرّاجة ومسؤولي السلطة المحلية، في حين تمت الاستعانة بالحواجز التي تم نصبها من أجل قطع الطريق، في الوقت الذي كان مستخدمو شركة «ليدك» يعملون على قطع التيار الكهربائي لتجنب أضرار أخرى، وعناصر الوقاية المدنية تسعى لاقتحام مكان النيران، وسط احتجاجات البعض، و«تهكم» البعض الآخر مما اعتبره «بدائية وسائل التدخل»!