عاشت مدينة الجديدة، أول أمس الاثنين، ليلة استثنائية، بمناسبة "عاشوراء"، إذ تميزت ب (الشعّالة)، في ساحات وطرق وشوارع العديد من الأحياء الشعبية، واكبتها فوضى عارمة وأعمال شغب غير مسبوقة. وعرف حي درب الهلالي والأحياء المحاذية له، انقطاع التيار الكهربائي، عقب امتداد ألسنة النيران المتصاعدة إلى الأسلاك الكهربائية ذات التيار العالي. واعترض ما يزيد عن 50 مشاغبا من مختلف الأعمار، في تجمعات سكنية، خاصة المنطقة 7/2 بحي المنار، سبيل السيارات والحافلات على الطريق الساحلية، المؤدية إلى منتجع سيدي بوزيد. وحسب شهود عيان، فإن حوالي 30 عربة، ضمنها حافلة لنقل المستخدمين إلى الجرف الأصفر، تعرضت لكسر واقياتها الزجاجية، ولأعمال تخريب، جراء رشقها بالحجارة، ما تسبب في عرقلة حركة السير والمرور. وعرفت ليلة عاشوراء حالة استنفار قصوى لدى رجال الإطفاء في ثكنة الوقاية المدنية بالجديدة، الذين كانوا معززين في تدخلاتهم بشاحنات صهريجية. وأبانت دوريات وحدات الأمن واسعة الانتشار عن محدودية نجاعة تدخلاتها، إذ لم تتمكن من التصدي للمشاغبين ومثيري الفوضى في الشارع العام. وعلمت "المغربية" أن بعض مستعملي الطريق أصيبوا بجروح في أعمال الشغب، التي خرجت عن السيطرة، كما اعتقل المتدخلون الأمنيون العديد من القاصرين، كانوا يلوذون بالفرار عبر الدروب والأزقة، مرددين شعارات "الهوليغنز". واستمر الوضع الاستثنائي إلى الساعات الأولى من صبيحة أمس الثلاثاء، إذ ظلت شوارع الجديدة شاهدة على ليلة حامية الوطيس، من خلال انتشار الحجارة والرماد وبقايا المواد المحترقة، في العديد من الأحياء.