لم تشأ الحكومة أن يمر رأس السنة الميلادية دون أن تقدم هدية جديدة للمغاربة عبارة عن زيادة في التعريفة الخاصة بالأداء في الطرق السيارة، وذلك تفعيلا لمضامين القانون المالي الجديد، الذي رفع معدل الضريبة على القيمة المضافة المطبقة على هذه الخدمة من 10 إلى 20 في المائة. وشرعت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب في تطبيق الزيادات في الشبكة التعريفية للأداء من منتصف ليلة رأس السنة، مشيرة إلى أن تسعيرة عربات الوزن الثقيل ستعرف تمييزا بين الخاصة بمحورين ودونها مما يفوقها عددها 3 محاور أو أكثر. وسيتم تعميم العمل بتسعيرة للأداء بالنسبة لعربات الوزن الثقيل من فئة ثلاثة محاور أو أكثر على مختلف مقاطع شبكة الطرق السيارة البالغ طولها 1511 كلم، بعدما كانت اعتمدت منذ يونيو 2014، في مقاطع طرقية محددة في بوقنادل وبني ملال وخريبكة. وأفادت الشركة الوطنية للطرق السيارة، التي احتفت مؤخرا بالذكرى ال25 لتأسيسها، بأنها ستخول للمشتركين معها من الزبناء كل التخفيضات التي كانوا يستفيدون منها عادة. ولم يمر قرار الزيادة في تعريفة الطرق السيارة بسلام في بعض المناطق، حيث شهدت محطة الأداء بالطريق السيار أكادير احتجاجات قوية، بعد أن تم إخبار مستعملي الطريق بالزيادة التي قررتها الشركة الوطنية للطرق السيارة، الأمر الذي لم يستسغه عدد من مستعملي الطريق السيار، الذين عبروا عن استنكارهم لهذه الزيادة، وكذا عدم إخبارهم بها عبر الوسائط الممكنة. وشهدت آخر محطة للأداء عند مدخل مدينة أكادير مشادات كلامية بين المستعملين، خاصة منهم أصحاب الشاحنات من الحجم الكبير والمتوسط، وبين المستخدمين بشبابيك الأداء، والتي كان بعضها يؤدي إلى عرقلة انسياب حركية السير عند هذه النقطة، خاصة وأن الزيادات على شاحنات الوزن الثقيل من الفئة الثالثة قد بلغت ما يعادل 74 درهما من برشيد حتى أكادير، و74 درهما أخرى من برشيد إلى طنجة، في حين بلغت نسبة الزيادة بالنسبة للشاحنات المتوسطة من الفئة الثانية ما يعادل 22 درهما، وفي مقابل ذلك، بلغت نسبة الزيادة بالنسبة للفئة الأولى التي تضم السيارات الخفيفة ما يعادل 13 درهما. وذكرت بعض الشهادات التي استقتها «المساء» من عين المكان أن أحد الموطنين الأجانب احتج بشكل كبير على مستخدمي الطريق السيار بسبب عدم إشهار الزيادة بواسطة لافتات من شأنها أن تثير انتباه مستعملي الطريق السيار إلى الزيادات الجديدة في التعريفة. واستشهد المواطن الأجنبي بما يجري بالطرق السيارة بالدول الأوربية، حيث تعمل المصالح المختصة على إعلام مستعملي الطريق بكل الوسائل الممكنة، بما فيها وسائل الإعلام المختلفة.