لثورة الياسمين التونسية تأثيرات عدة على العالم العربي، نذكر منها مستويين: الأول انتشار الظاهرة «البوعزيزية» والمتمثلة في إقدام عدد من الشباب على محاولة حرق أجسادهم كما فعل محمد البوعزيزي في تونس. حدث ذلك في الجزائر التي سجلت خلال اليومين الماضيين خمس حالات، ومصر وموريتانيا ... والمستوى الثاني هو الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها عدة حكومات عربية نذكر منها الإعلان عن الزيادة في الأجور بالجزائر ابتداء من الشهر الجاري، والأمر الذي أصدرته وزارة الداخلية إلى القطاع الخاص بتوظيف العاطلين، وتسخير 7 مليارات دولار لتجنب الزيادة في أسعار الكهرباء. في مصر تم سحب الزيادة في أسعار المواد الأساسية. ونفس الشأن في الأردن وسوريا. وفي الكويت تم تخصيص مليار و326 مليون (30مليار درهم) دينار لمواجهة الوضع، إذ ستقدم الحكومة ألف دينار(30 ألف درهم) لكل مواطن مع مجانية السلع الغذائية لمدة عام. وفي المغرب تم إصدار الأوامر للقوات العمومية بعدم استفزاز الباعة والمواطنين عموما. الغريب أن آذان الحكومات العربية كانت صماء تجاه مطالب النقابات والأحزاب لتحسين أوضاع الناس واحترام الحريات، وكانت هناك مبررات واهية في الاستجابة للملفات المطلبية. لكن ثورة تونس زرعت الهلع لدى الحكومات والأنظمة وخرجت الاعتمادات بسخاء» حتى لا تنضج أزهار الياسمين في هذا البلد العربي أو ذاك.