لا تزال عين اللوح، بإقليم إفران، تعيش، على مخلفات الحادث الأليم الذي أودى بحياة فرد من المياه والغابات وإصابة اثنين آخرين، في عملية مطاردة لسيارة بيضاء من الحجم الكبير، من نوع ميرسيديس فاغو 207، كانت محملة بقطع من شجر الأرز الغابوي المهرب، وانتهت المطاردة بلجوء المهربين إلى صدم سيارة أفراد المياه والغابات، بهدف التخلص منها والتمكن من الفرار، نتج عنها مقتل مساعد تقني السائق، حميد اعبو، بينما أصيب مهندس وتقني بجروح متفاوتة الخطورة، نقلا إثرها نحو المستشفى العسكري بمكناس لتلقي العلاجات الضرورية. وبعد اطلاعها على حيثيات وظروف هذه الواقعة الأليمة التي وقعت على بعد 4 كلم من عين اللوح، دخلت «جمعية التقنيين الغابويين» على الخط، وأصدرت بيانا عبرت فيه عن أسفها الشديد إزاء مصرع المساعد التقني في تلك الظروف المأساوية، ومقدمة تعازيها لأسرته، في حين دعت مختلف الجهات المسؤولة إلى الإبقاء على التحري النزيه في هذه النازلة لاستجلاء الحقيقة كاملة، مع المطالبة بالتحقيق الدقيق في محاولة القتل العمد التي تعرض لها أفراد الدورية، وفي حيثيات عملية التهريب التي كانت سببا في ذلك، والظروف المصاحبة لها، على حد البيان الذي حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه. وفي ذات السياق، أكدت «جمعية التقنيين الغابويين»، في بيانها، أن الحادث المذكور، وغيره من المواجهات بين الغابويين والمافيات التي تمتهن قطع وتهريب خشب شجر الأرز، «لا يمثل إلا الجزء الظاهر من المواجهة المفتوحة والدائمة التي يعيشها الغابويون الميدانيون الذين يقومون بواجبهم المهني»، في ظل التسيب الأمني الذي تعرفه مجموعة من المناطق التي تنشط فيها مثل هذه العصابات. وصلة بالموضوع، لم يفت الجمعية إثارة انتباه الرأي العام الوطني والجهوي إلى «النهب المتزايد الذي تعرفه غابات الأرز بمناطق الأطلس المتوسط على يد مافيات منظمة تسعى للاستفادة من هذه الثروة الطبيعية الوطنية»، ما وصفته الجمعية ب «العنوان الأبرز للترهيب والأخطار المحدقة التي تصاحب الاعتداءات الخطيرة على الغابويين وعلى الثروة الغابوية»، تضيف الجمعية. ولم يفت الجمعية التنويه بعمل الغابويين الميدانيين النزهاء، داعية إياهم إلى «مواصلة جهودهم في التصدي بالوسائل القانونية لمافيا الغابات، حماية للمنظومة الطبيعية لبلادنا» وبخصوص الحادثة المؤلمة التي كانت قد وقعت بالقرب من مفترق الطريق المؤدية للطريق الوطنية والطريق المؤدية لأزرو عبر تيكركرة، أكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن التحقيقات الدركية متواصلة على مستوى إقليمي إفران وخنيفرة، في حين تم الاستماع لمسؤولي إدارتي المياه والغابات بالإقليمين، وإلى رئيسي المركزين الغابويين بأجدير وأكلمام، والتحريات ما تزال جارية لتحديد هوية أصحاب السيارة البيضاء المشتبه بهم، وما إذا كان الأمر يتعلق بسيارة واحدة أم أكثر بالنظر لطبيعة الحادث، إلى جانب تعميق البحث بخصوص الموقع الغابوي الذي كان مصدرا للأخشاب المهربة، علما أن مظاهر التدمير الغابوي يعرف تصعيدا رهيبا على مستوى النهب والتهريب المنظم.