عادت غابات «سنوال» الواقعة بنفوذ تراب جماعة واد إفران، إقليمإفران، إلى الواجهة من جديد، ذلك أمام تحركات، سرية وعلنية، تجري حاليا للتحقيق في جرائم غابوية خطيرة، بناء على شكايات ونداءات وردت على مكاتب الجهات المسؤولة إقليميا وجهويا، وعلى مندوبية عبدالعظيم الحافي، ولم تستبعد مصادرنا أن تمتد التحريات لتشمل العديد من الأطراف المتورطة والشركاء في هذه الجرائم التي يتابع الرأي العام والأوساط المهتمة بالمجالين البيئي والغابوي فصولها عادت غابات «سنوال» الواقعة بنفوذ تراب جماعة واد إفران، إقليمإفران، إلى الواجهة من جديد، ذلك أمام تحركات، سرية وعلنية، تجري حاليا للتحقيق في جرائم غابوية خطيرة، بناء على شكايات ونداءات وردت على مكاتب الجهات المسؤولة إقليميا وجهويا، وعلى مندوبية عبدالعظيم الحافي، ولم تستبعد مصادرنا أن تمتد التحريات لتشمل العديد من الأطراف المتورطة والشركاء في هذه الجرائم التي يتابع الرأي العام والأوساط المهتمة بالمجالين البيئي والغابوي فصولها وحيثياتها بالكثير من الاهتمام، وسبق لغابة «سنوال» أن تحولت إلى منطقة استثنائية يوم نشرت «الاتحاد الاشتراكي» فضيحة ضبط الآلاف من الأمتار المكعبة من شجر الأرز، ما دفع بالمندوبية السامية للمياه والغابات حينها إلى إيفاد لجنة تفتيش تأكدت ميدانيا من هول ما حدث ويحدث، ووضعت يدها على تلاعبات فادحة وتواطؤات واختلاسات خطيرة صاحبت ذلك، كما سجلت الاختلاف المكشوف بين ما هو معلن عنه وما هو على أرض الواقع، وربما سجلت التلاعبات القائمة مع بعض المستغلين الغابويين الذين يبرمون اتفاقيات معتمة لاقتناء أشجار أرز، ليتم إسقاط بعض الرؤوس على المستوى الإقليمي والجهوي، وتحدث حالة استنفار شبيهة تقريبا بالأجواء التي خلفها حادث السطو على بنادق وأعيرة نارية من مركز الحرس الغابوي قرب ضاية «عوا» إقليمإفران. وبينما لم يتوصل أي أحد للنتائج التي بلغتها التحقيقات الجارية حاليا، فقد أسرت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» ببعض المعلومات التي تفيد أن لجنة التحقيق زارت عددا من المواقع المشبوهة ب «البرسيلات 13، 14، 15، 19، ووقفت على أزيد من 500 شجرة أرز وهي محطمة، بمعدل 7000 متر مكعب من الخشب كانت كلها مرشحة للتهريب في السوق السوداء، ومن المقرر أن تنتقل اللجنة إلى تسع برسيلات أخرى، بمعنى إذا كانت اللجنة قد سجلت اجتثاث ما سبق ذكره داخل حدود أربع برسيلات فقط فالمؤكد، وفق تقديرات مصادر متطابقة، أن العدد الذي ستسجله بالبرسيلات الأخرى سيتجاوز 27000 متر مكعب وأزيد من 2000 شجرة، وكل ما تم تدميره من أشجار جرى دون محاضر، لا ضد معلوم ولا ضد مجهول. وفي السياق ذاته، حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة من مراسلة موجهة للمندوب السامي للمياه والغابات، أشار فيها أصحابها بمرارة شديدة لمظاهر الاستغلال والاجتثاث التي يتعرض لها شجر الأرز بإقليمإفران من طرف عصابات ومهربين ومستغلين غابويين، أمام مرأى ومسمع من المسؤولين الغابويين، هؤلاء الذين يعلمون، يضيف أصحاب الرسالة، بكل الأضرار المنبثقة عن هذه السلوكيات الدنيئة، بل ويصلون إلى درجة إخبار المسؤولين المركزيين بأن حالة الغطاء الغابوي ل«سنوال» هو تحت السيطرة بمنآي عن المخربين، ولا داعي لأي تدخل من الجهات المعنية ولا السلطات المحلية، ذلك رغم استفحال وتصاعد ظاهرة اجتثاث شجر الأرز، ونقل الخشب بواسطة الدواب والشاحنات من طرف عصابات متخصصة في هذا الميدان. ولم يفت أصحاب الرسالة الإشارة إلى جانب ما يجري في منطقة «سنوال» (تاعريشت، بوكوار، تلاغين،...)، وكشفوا عن صفقة تم إبرامها لتنقية بقايا خشب الأرز الناتج عن الاجتثاث العشوائي مع مستغل غابوي (ع. ق)، وهذا الشخص معروف بسوابقه في نهب أشجار الأرز بالمنطقة، يضيف أصحاب الرسالة الذين زادوا فأشاروا إلى أن هذا المقاول يملك قطعة لاستغلال أشجار الأرز (سمسرة 2009) بغابة تاعريشت، حيث يقوم بنقل الخشب من القطعة موضوع صفقة التنقية إلى القطعة المذكورة ودمغه بمطرقة الدولة لتهريبه في زي قانوني، ومن البديهي أن يرتفع الحديث عن هذا المقاول في السنين الأخيرة، و«أعمال تتعلق بالتفويتات والصفقات المشبوهة التي تسمح لهذا الشخص بامتصاص الثروة الغابوية وتوجيهها إلى مستودعاته بآزرو والبقريت وإلياس، وإلى وجهات مجهولة، بتواطؤ مكشوف مع أطراف إقليمية وجهوية»، تقول مصادرنا المتعددة. وأفادت مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، أنه مع تكاثر الاحتجاجات من طرف الجمعيات المحلية والمجتمع المدني وشكايات بعض المستغلين الغابويين، تم إيفاد لجنة جهوية لتقصي الحقائق، وعبرت ذات المصادر عن تخوفها من وجود نوايا للتستر على هذه التجاوزات الشنيعة، وطالبت هذه المصادر من المندوب السامي للمياه والغابات إيفاد لجنة مختصة مكونة من عناصر المديريات المركزية والمفتشية العامة للمياه والغابات لتقصي الحقائق المستورة من طرف المسؤولين الإقليميين والجهويين وتقدير مدى خطورة هذه الأفعال، وكذا القيمة الطبيعية والمالية التي يتم إهدارها للبلاد. رسالة ثانية تقدمت بها «جمعية دادة موسى لحماية وتدبير الموارد البشرية والطبيعة» لعامل إقليمإفران والمندوب السامي للمياه والغابات، وتتضمن معطيات خطيرة حول وضعية الثروة الغابوية بالمنطقة، وفضائح النهب والتهريب والاستنزاف التي تتعرض له شجرة الأرز، وقد تمكنت «الاتحاد الاشتراكي» من الحصول على نسخة من هذه الرسالة التي تشير مباشرة بأصابع الاتهام لمسؤولين غابويين، م. ل، ز. ع، ا.ح، ه. م، بوصفهم متورطين في أعمال تدمير وتهريب خطيرة، سيما بما يسمى بالمفهوم التقني الغابوي ب«البارسيلات 15، 19، 20، 22، 23، 25، 26، 27، 28، 29، 30، بسنوال الغربية، والبارسيلات 31، 35، 37، 38، 39، 40، 41، 42، 43، 44، 47 بسنوال الشرقية، على الحدود مع قيادة عين اللوح، كما كشفت الجمعية في رسالتها أن المتورطين يعمدون إلى استغلال الفرص والنفوذ ومهامهم كمسؤولين غابويين، فيقومون بمختلف أشكال المتاجرة والنهب والتخريب الغابوي، ومن حين لآخر يلجؤون إلى أسلوب تلفيق التهم لغيرهم من المواطنين لتلميع قناع النزاهة والمراقبة الصارمة، وتخشى ذات الجمعية أن يتم إقبار الملف وعدم إيلائه ما يستحقه من العناية والاهتمام. ولم يفت «جمعية دادة موسى لحماية وتدبير الموارد البشرية والطبيعة» مطالبة الجهات المسؤولة بإيفاد لجنة سرية لعين المكان قصد الوقوف على الحقائق الصادمة، ووضع حد لنزيف الدمار الذي تتعرض له الثروة الغابوية، ومساءلة ومحاسبة المتورطين. علما أن خشب أرز «سنوال» مصنف من أجود الأنواع على المستوى الجهوي والوطني.