لقي سائق سيارة تابعة لمصالح المياه والغابات بعين اللوح، وأصيب أفراد من الغابويين بجروح وكسور متفاوتة الخطورة، في عملية هوليودية عاشتها الطريق الوطنية الرابطة بين عين اللوح وأزرو، فجر يوم الخميس الماضي 30 أبريل 2015، ذلك عندما كان أفراد المياه والغابات يطاردون سيارة بيضاء من الحجم الكبير، من نوع ميرسيديس فاغو 207، يشتبه في أنها كانت محملة بقطع من شجر الأرز الغابوي المهرب، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، غير أن المطاردة انتهت بانقلاب سيارة المياه والغابات في مشهد مروع. مصادر «الاتحاد الاشتراكي» من عين المكان أكدت أن الحادثة، التي وقعت تحديدا على بعد 4 كلم من عين اللوح، وأدت إلى مصرع السائق الغابوي (أب لثلاثة أطفال)، قد تعرض فيها أيضا ثلاثة عناصر من المياه والغابات، بينهم مهندس تقني، لإصابات متفاوتة الخطورة، تم نقلهم إثرها نحو المستشفى العسكري بمكناس لتلقي العلاجات الضرورية. وقد تبين أن المهندس التقني مصاب بكسور بليغة، ومن المقرر أن يخضع لعمليتين جراحيتين على مستوى الحوض والبطن. وبينما لم يفت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» الإشارة إلى أن أفراد المياه والغابات قد تلقوا خبر السيارة المحملة بالخشب، فانتقلوا إلى حيث حاولوا اعتراض سبيلها، غير أن سائق هذه السيارة عمد على الطريقة السينمائية إلى صدم سيارة الغابويين والدفع بها نحو منحدر بمنعرج يقع بنقطة «توفصطلت» بهدف التخلص منها والتمكن من الانفلات والفرار. كما أضافت ذات المصادر أن الضابطة القضائية للدرك الملكي قد باشرت تحرياتها بشأن الحادث، والبحث لا يزال جاريا عن سائق السيارة المشبوهة. مصادرنا لم تدع فرصة الحادث تفوتها دون الحديث عن الطريق التي شهدت هذا الحادث بالقول إنها لازالت مثار قلق مستعمليها، جراء تهالكها، وعدم صيانتها أو إصلاحها منذ عقود طويلة، بالأحرى الحديث عن ضيقها الذي لا يتسع لسيارتين، وفيها وقع الغابويون حين إصرارهم على مطاردة السيارة المشبوهة التي لم تكن سوى واحدة من سيارات أخرى ألفت التهريب الغابوي في وقت عرفت فيه غابات المنطقة ارتفاعا رهيبا في مظاهر النهب والاستنزاف المنظم، بتواطؤ أحيانا مع بعض العناصر الموكول لها حماية الثروة الغابوية من عصابات ومافيا الأرز.