في ما يشبه «لعبة الأرنب والقناص»، لا تزال عيون المراقبة مسلطة على مهربي ومستنزفي الثروة الغابوية بإقليم خنيفرة، وفي هذا الإطار أكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن عناصر من مصالح المياه والغابات بإقليم خنيفرة، قد تمكنت ليلا من توقيف سيارة محملة ب 48 قطعة (مدرية) من خشب الأرز، قبل وقوف التحريات على أن صفيحة هذه السيارة مزورة، وبينما جرت التحقيقات في هوية السيارة صاحبة الصفيحة، لم تستبعد مصادر مقربة من التحقيق أن تكون هذه الصفيحة الموضوعة على السيارة هي لسيارة أطراف نافدة تم استعمالها بطرق سينمائية لإبعاد الشبهات، والحيلولة دون عملية الخضوع للمراقبة والتفتيش، ولعل هذا التخمين يأتي بعد تسجيل المراقبين لسيارة رباعيةالدفع كانت خلف السيارة المشبوهة مباشرة، وتعود لشخص من عائلة نافذة على الصعيد الإقليمي، إلا أن ذلك لم يمنع الجهات المسؤولة من تنفيذ الاجراءات القانونية من خلال اعتقال مهرب خشب الأرز، وتقديمه للعدالة التي أحالته على غرفة جنايات بتهمة تكوين عصابة إجرامية لنهب شجر الأرز. وصلة بالموضوع، لم يفت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» الإشارة إلى ما يفيد أن شبكات وعصابات التهريب الغابوي قد ارتقت بنشاطها الإجرامي إلى نحو استعمال سيارات مسروقة أو بصفائح مزورة في أعمال التهريب، وفي هذا الإطار كشفت مصادرنا عن سيارة كان قد تم نصب كمين لصاحبها المنحدر من طنجة، والذي استقبل مكالمة من عصابة مختصة في تهريب الخشب على أساس نقل بضاعة، حسب قوله، ليقوم أفراد هذه العصابة بتكبيله والرمي به ضواحي مريرت، وخلال الأسابيع الأخيرة تقدم شخص لمصالح الدرك بخنيفرة بإشعار يفيد فيه أن سيارته سرقت منه من طرف عصابة قامت بالاعتداء عليه والرمي به ضواحي ميدلت، وكم كانت مفاجأة المحققين كبيرة عند توصلهم إلى أن السيارة المسروقة هي نفسها التي استعملها أحد المهربين المشهورين في تهريب كمية من خشب الأرز قبل وقوعه بيد مصالح المياه والغابات، ويتابع حاليا في حالة اعتقال. ويذكر أن المتهم بالوقوف وراء سرقة هذه السيارة قد سبق إيقافه بوثائق مزورة، وهو من شبكة معروفة في عالم التهريب الغابوي، وتتكون من عائلة واحدة، كما سبقت الإشارة إليه في عدد سابق، إذ تم ضبطه مستعملا إحدى السيارات في عملية نقل قطع من خشب الأرز كانت معدة للشحن باتجاه السوق السوداء، إلا أن محاولته باءت بالخيبة إثر بلوغ المعلومة للمديرية الاقليمية للمياه والغابات، وأفادت مصادرنا أنها ليست المرة الأولى التي تقع فيها سيارات شبكة المعني بالأمر في الكمين، ومنها سيارة كان قد توصل المحققون إلى أن رقم لوحتها يعود لسيارة أخرى غيرها، كما أن زعيم الشبكة كان استنفد عقوبة حبسية، مدتها ستة أشهر، لاعتدائه على أعوان غابويين، حسب مصادرنا. وفي إطار الحرب المفتوحة ضد خلايا تهريب خشب الأرز، لم تفت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» الإشارة إلى أن هذه الحرب لا تستطيع النجاح بسهولة في مهامها أحيانا، ذلك على خلفية قيام عصابات التهريب باستعمال أسلحة بيضاء ونارية في بعض الأحيان، والحجارة والمقالع، بالأحرى استعمالها للهواتف النقالة، ونهج التواطؤ مع أطراف تساعدها على خريطة الطريق باتجاه العبور إلى أهدافها المنشودة وأسواقها السوداء ومحلات النجارة، سواء بواسطة السيارات أو الشاحنات أو الدواب، علما بأن عصابات التهريب لا تتوقف عن تطوير خططها بشكل منظم، والتي تنتعش أكثر فأكثر في وجود غابويين متواطئين أو متورطين. ومن جهة أخرى، أفادت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن حملة لتبليغ وتنفيذ الأحكام المقررة تجري حاليا في حق المخالفين بقبائل معينة، وتتكون لجنة هذه الحملة من مصالح الدرك والمياه والغابات ورئاسة المحكمة والسلطات المحلية، حيث لم يفت ذات المصادر التأكيد على أن من ثمار نتائج هذه الحملة تسجيل بعض التراجع في نسبة المخالفات ومظاهر التخريب العشوائي للغابات.