في وقت أثنى فيه رئيس الحكومة الإسبانية على الجهود التي بذلتها السلطات المغربية لإنقاذ الخبراء الإسبان الثلاثة، المتخصصين في استكشاف المغارات والكهوف، شن أصدقاء وعائلات المستكشفين حملة على المغرب، متهمينه بالتقصير في إنقاذهم. ومعلوم أن الخبراء الإسبان الثلاثة سقطوا بمنحدر يبلغ ارتفاعه مئات الأمتار بمنطقة تارمست التابعة للجماعة القروية إمينولاون. وأكدت السلطات المحلية بالإقليم أن الخبراء الإسبان توجهوا نحو مقصدهم دون أن يكونوا مرفوقين بمرشد . وكانت مصادر دبلوماسية إسبانية، ذكرت أن الخبراء الثلاثة فقدوا منذ أيام ، وأنهم كانوا ضمن مجموعة من تسعة أشخاص في زيارة لمنطقة جبلية بين مدينتي مراكش وورزازات . وكانت مصادر إعلامية إسبانية ذكرت أن الثلاثة انفصلوا عن باقي أفراد المجموعة يوم الاثنين 30 مارس ، وبعدما لم يظهر لهم أثر، قام رئيس الوفد بإخطار الدرك الملكي والسفارة الإسبانية. وفي ساعة متأخرة من ليلة الأحد الاثنين أعلنت السلطات الاسبانية وفاة اثنين من المستكشفين الثلاثة. وقال وزير الداخلية الاسباني خورخيه فرنانديز دياز في تغريدة على حسابه على موقع تويتر مساء الاحد «تعازي الى عائلة ورفاق خوسيه انتونيو مارتينيز، المفتش الاول في الشرطة الذي توفي في المغرب». الناجي الوحيد وهو شرطي يدعى خوان بوليفار (27 عاما)، تمكنت فرق الانقاذ المغربية من نقله الى مستشفى في وززازات لتلقي العلاج ليلة الاحد / الاثنين وسط مواكبة أمنية، وتم إدخاله الى هذا المستشفى الخاص على متن حمالة بينما كان مغمض العينين وساقاه مضمدتان، حسب ما نقلت وكالة فرانس برس. الفيدرالية الأندلسية لاستكشاف المغاور والكهوف، أدانت على لسان سكرتيرها خوسي إنريكي سانشيث ، ما اعتبرته رفض السلطات المغربية منذ يوم الجمعة 3 أبريل تولي خبراء إسبان عملية الإنقاذ. ونقلت يومية إيل باييس عن سانشيث قوله : «منذ صباح الجمعة طلبنا من الحكومة المغربية عن طريق وزارة الداخلية الإسبانية والسفارة الإسبانية في المغرب أن ترخص لنا للمساهمة في عملية الإنقاذ، لكن الرد كان هو أنهم سيتكفلون بالموضوع.» وأضافت إيل باييس أن سانسيش كان على رأس فريق إسباني متخصص في عمليات الإنقاذ لحالات مماثلة، يتكون من 16 خبيرا، وأنهم كانوا جاهزين منذ صباح الجمعة للانتقال إلى المغرب حال الترخيص لهم بذلك، غير أن هذا الرأي لم يشاطره رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي الذي أشاد بالجهود الكبيرة التي بذلتها السلطات المغربية المختصة في عملية إنقاذ المستكشفين الإسبان. وأضاف راخوي أن الحكومة الإسبانية وضعت رهن إشارة المغرب فريق إنقاذ متخصص، موضحا أن الحادث وقع في منطقة وعرة ويصعب الوصول إليها، وأن عمليات الانقاذ في ظروف مماثلة جد صعبة. الطلب الإسباني استجاب له المغرب أول أمس الأحد، حيث نقلت وكالة المغرب العربي للأنباء، عن مصدر رسمي، قوله إنه على إثر طلب تقدمت به السلطات الاسبانية ، فإن وحدات إنقاذ قادمة من هذا البلد، ستلتحق، ظهر أول أمس الأحد، بالفرق المغربية للمشاركة في عمليات إجلاء اثنين من الخبراء الإسبان المتخصصين في استكشاف المغارات والكهوف ، من أسفل منحدر بعمق يزيد عن 400 متر بمنطقة تارمست التابعة للجماعة القروية إمينولاون بورزازات .