نصح خبراء الأسرة الأزواج بممارسة الأنشطة المشتركة، ولو لمدة نصف ساعة يوميا، مؤكدين أنه لا توجد وصفات سحرية لتحقيق السعادة الزوجية، بل السر يكمن في كيفية التعامل مع روتين الحياة اليومية. ودعوا إلى كسر نسق العادات والتكرار عن طريق الانخراط في أنشطة مشتركة، والقيام بالرحلات الترفيهية التي من شأنها أن تمنح الأزواج الطاقة الإيجابية وتنعش مشاعر الحب وتساهم في ديمومة الزواج. وأكدوا أن ممارسة رياضة المشي في الهواء الطلق بعيدا عن أجواء المنزل المعتادة، وفي أمكنة فيها أكثر رومانسية وتلقائية، تمنح الشريكين فرصة للتحدث وتبادل وجهات النظر عن جوانب مختلفة من حياتهما المشتركة. وقام باحثون بريطانيون بتحليل 42 دراسة أجريت منذ أواخر الثمانينات لمعرفة ما إذا كانت المشاركة في مجموعة للمشي تفعل ما هو أكثر من مجرد الوفاء بالمبادئ التوجيهية للنشاط البدني. وتوصلوا إلى أن المشاركين في جماعات المشي شهدوا في المتوسط تحسنا كبيرا في قوة الرئة والأداء البدني العام واللياقة البدنية العامة، بالإضافة إلى تغيرات في ضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم وغيرها من عوامل الخطر المهمة، بالإضافة إلى أنهم أصبحوا أقل اكتئابا، إلا أنها لم تظهر تأثيرات واضحة على أحوال الصحة العقلية الأخرى. وكشفت دراسة أجراها باحثون أميركيون أن ممارسة التمارين الرياضية تساعد على تنشيط الحياة الجنسية للزوجين على حد السواء، فيما تؤدي قلة الحركة إلى الاعتلال الصحي الذي يقود بدوره إلى تدني الأداء الجنسي. وقالت لورين كورداين، المختصة في الفيزيولوجيا الرياضية بجامعة كولورادو، ناصحة الرجال والنساء بضرورة ممارسة الرياضة يوميا ?عندما يتمتع المرء بلياقة جسدية تعمل كل أنظمة الجسم على نحو أفضل". فيما ترى بنتي كلاين عالمة النفس الألمانية في كتابها الذي ألفته حول السعادة وكيفية التغلب على الضغوط في العلاقة الزوجية أن ?الأشخاص الذين يمارسون الرياضة من أجل الترفيه وأيضا أولئك الذين يتبعون هدفا محددا مثل إكمال سباق ماراثون يمكن أن يشعروا بالكثير من الأحاسيس الإيجابية". ويوافقها الرأي جينز كلينرت المختص في علم النفس بأكاديمية الرياضة بمدينة كولونيا، مشيرا إلى ضرورة أن يختار الزوجان رياضة جماعية، مثل التجديف وما شابهها من النشاطات التي تقوي الروح الجماعية. ويفضل كريستيان ثيل المستشار في شؤون العزاب والعلاقة بين الأزواج الرياضات التي تتيح الفرصة للتحدث بين الزوجين، ولا يحبذ رياضة السباحة كنشاط مشترك بينهما وكذلك الهرولة بحكم أن المشاركين فيها لا يستطيعون تبادل أطراف الحديث بسهولة. كما أكد خبراء بريطانيون أن البستنة والتنزه على الدراجات والصيد من جملة الأنشطة التي يمكن أن تخلق جوا من التنافس والتحدي بين الشريكين وتعزز حيويتهما وتشعرهما بالراحة النفسية التي تمثل حافزا على استعادة حرارة العلاقة الحميمية. ونصحوا الأزواج أيضا بالدعم المتبادل والتشارك في القيام بالأعمال المنزلية، لأن المحافظة على الأدوار التقليدية لكل من المرأة والرجل لها تأثير كبير على شعورهم بالرضاء في الحياة الزوجية. وأشاروا إلى أن ما يحدث خارج غرفة النوم بين الزوجين من وفاق وسعادة يمكن أن ينعكس على مدى الرضا والكرم الذي يحدث بينهما داخلها. وكشفت الأبحاث الحديثة أن الرجال الذين يؤمنون بالمساواة في توزيع الأعمال المنزلية كانت حياتهم الزوجية أسعد وأكثر استقرارا بكثير من أولئك الذين يعتبرون تلك المهام من خصائص زوجاتهم. وشرح الطبيب النفسي جوشوا كولمان في كتابه ?الزوج الكسول "أهمية مساهمة الرجال في رعاية الأطفال والقيام بالأعباء المنزلية قائلا ?تنظر النساء لمشاركة الرجل في أعمال المنزل كتعبير عن الاهتمام والمحبة، كما أن ذلك يخفف من إجهادهن الجسدي". وأضاف "الرجل قد يكون مجهدا بالكامل ويريد ممارسة الحب ليحصل على الاستقرار والسعادة، إلا أن النساء مختلفات، فالرغبة لديهن مرتبطة بالراحة، ومن الصعوبة الإحساس بتلك المشاعر، إذا كانت هناك لائحة بالأعباء المنزلية المتوجب القيام بها، والزوج غير مهتم". ولكن «رابطة السفر الأميركية» ترى أن قيام الأزواج برحلة قصيرة يقوي الصلة بينهم بشكل يفوق تبادل الهدايا. وأوضحت أن الزوجين اللذين يحصلان على عطلة بمفردهما مرة واحدة على الأقل كل عام أكثر سعادة وصحة بالمقارنة بأولئك الذين لا يسافرون. وبينت الدراسة أن أكثر من 8 من كل 10 أزواج من الذين يسافرون مع الأصدقاء يقولون إن الرومانسية لا تزال على قيد الحياة في العلاقة بينهما، و7 من كل 10 من الأزواج يرون أن سفر الزوجين بمفردهما أفضل لتحسين العلاقة فيما بينهما.