كشف فيصل رشيد العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن مقر الشركة الجديد الذي سيتم الشروع في بنائه ابتداء من سنة 2016 ستصل تكلفة الإجمالية زهاء 300 مليون درهم، بالإضافة إلى 150 مليون درهم كميزانية تخص التجهيزات المرتبطة بهذا المقر الجديد. وأضاف العرايشي في لقاء صحفي مساء أمس بمقر الشركة بالرباط، من أجل تقديم مشروع البث الفائق الدقة HD من خلال قناتها "الأولى HD"، أن المبلغ المالي الإجمالي المخصص لبناء المقر الجديد، سيكون عبارة عن قرض ستسدد أقساطه على مدى عشر سنوات، أما المبلغ المالي المخصص للتجهيزات سيتم تمويله عن طريق قرض ثان وستسدد أقساطه على مدى سبع سنوات، موضحا في نفس السياق أن ميزانية الشركة الوطنية بإمكانها أن تتحمل هذه الأقساط السنوية. وتحدث الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة عن مشروع البث الفائق الدقة HD من خلال قناتها "الأولى HD " بنوع من الفخر والاعتزاز والتواضع في نفس الوقت، إذ أوضح أن العمل بهذا المشروع في المغرب قد تم إطلاقه لأكثر من خمس سنوات في الوقت الذي تحتفل فيه خلال هذه الأيام TV5 Monde بإطلاق أول قناة HD . وفي الإطار ذاته سجل العرايشي أن ميزانية الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ليست بالميزانية الضخمة، كما هو الشأن بالنسبة للقنوات العمومية الأوربية والدولية، لكن مثل هذه المشاريع التكنولوجية التي تتطلب ميزانية ضخمة اشتغلنا عليها منذ سنينن يقول العرايشي، وفي إطار الجهود الرامية لتقوية البث والتغطية الإعلامية وكذا تسهيل ولوج الجمهور المغربي للتقنيات الفائقة الدقة، تم إطلاق حصري للبث الفائق الدقة HD من خلال قناتها "الأولى HD"، عبر بث تجريبي أولي، وذلك بعد مبادرة الشركة بإطلاق التلفزة الأرضية الرقميةTNT سنة 2007 والتلفزة الرقمية النقالة DVBH سنة 2008. واعتبر العرايشي أن هذه المبادرة، ستضع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في طليعة الفاعلين الدوليين بأحدث التقنيات في مجال السمعي البصري عبر إحداث باقة فضائية رقمية تضم جميع القنوات الإذاعية والتلفزية، كما تجدر الإشارة إلى أن قناة دوزيمستكون حاضرة ضمن هذه الباقة المتميزة. وذكر العرايشي باعتزاز كبير أن هناك مجهودا كبيرا من قبل المهندسين والتقنيين المنتمين للشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة، في إنجاز هذا المشروع، إذ يعملون على إنجاز الدراسة الهندسية و صنع الوحدات المتنقلة، حيث تكلف وحدة متنقلة واحدة 4 مليار درهم، لكن حين يتم صنعها بالمغرب لا تكلف سوى 2 مليار درهم، مضيفا أن هذا يمنح هؤلاء الأطر المغربية التمكن من هذه التقنيات وخبرة حقيقية في المجال الرقمي والأرضي ومواكبة للتطورات التكنولوجية. وأشار العرايشي بنفس المناسبة إلى أن هناك اهتماما خاصا بعنصر التكوين للموارد البشرية في عين المكان من أجل مواكبة المشروع، مشددا على أن كل من ورش الإنتاج الدرامي، ثم ورش الأخبار يتم الاشتغال بتقنية HD منذ سنوات، سواء تعلق الأمر بالتصوير أو التوضيب، حيث نجد أن شبكة البرامج التي تبث 70 في المائة منها ب تقنية HD . وبخصوص سياق، هذه المبادرة أكد العرايشي أنها تندرج في صيرورة تتوخى منها الشركة مسايرة التطور التكنولوجي الذي يميز المشهد الإعلامي العالمي، فبعد استكمال القطب العمومي للاتصال السمعي البصري (الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والقناة الثانية) لعملية رقمنة أجهزة الإنتاج التي شرع فيها منذ سنة 2000، باشر ابتداء من عام 2005 الإعداد لإحداث البث الرقمي الأرضي. حيث انطلق تدريجيا في استبدال الشبكات الهيرتزية التماثلية بشبكات هيرتزية رقمية. كما يأتي هذا المشروع في إطار تحديث تقنيات البث، ويستجيب لتوصيات الاتحاد الدولي للاتصالات (UIT) الذي حدد الانتقال الكلي إلى الرقمي في أفق عام 2015، إذ وقع المغرب على الاتفاق الإقليمي خلال المؤتمر الإقليمي للاتصالات الراديوية RRC - 06،المنبثق عن الاتحاد الدولي للاتصالات والمنعقد في جنيف ما بين 15 ماي و16 يونيو 2006. ويقتضي هذا القرار بإنهاء البث التناظري الأرضي في النطاقUHF ، وذلك في أفق تاريخ 17 يونيو 2015، وفي النطاق VHF في أفق تاريخ 17 يونيو 2020. فضلا عن هذا، فقد انخرط القطب العمومي في التوجه الرقمي لعدة أسباب موضوعية، منها على التوقف عن إنتاج المعدات التماثلية، والاقتصارعلى إنتاج الأجهزة الرقمية، ثم ضمان إشارة رقمية جيدة، حيث توفر الأجهزة الرقمية، سواء المتعلقة بالإرسال أو بالاستقبال، إشارات تتميز بالجودة الفائقة، بالإضافة إلى إمكانية معالجة الإشارة الرقمية، فضلا عن، إمكانية ضغط الإشارة الرقمية مما يسمح بتوفير فضاء مهم في طيف الترددات.