شب حريق مساء يوم الاحد 29 مارس 2015 بأحد الأكواخ القصديرية المتواجد بالزنقة 35 بكريان القبلة - بكريان سنطرال بالحي المحمدي بالدار البيضاء. وقد أسفر الحريق عن تدمير كلي للكوخ ، غير أنه لم يخلف خسائر في العنصر البشري، وقد تدخل شباب الحي في عملية إخماد الحريق بشتى الوسائل وأبدع الشباب تقنية جديدة في إخماد النيران حتى لا تتسلل ألسنتها المشتعلة إلى الأكواخ المجاورة، رغم قلتها، وذلك باستعمال الحجارة في هدم الكوخ المشتعل، ومن ثم محاصرة النيران المشتعلة، وبعد إخطارها حضرت الوقاية المدنية لتتم ما بدأه الشباب، كما فتحت الشرطة القضائية تحقيقا. ولم تعرف أسباب الحريق، كما أن أصحاب الكوخ لم يكون موجودين لحظة اشتعاله، ويبقى هاجس السكان المتبقين والمتناثرة أكواخهم هنا وهناك، بفعل عملية الترحيل التي عرفها كريان سنطرال منذ سنوات، هو الخوف من المجهول، فمن حين لآخر تشتعل النيران في هذا الكوخ أو ذلك، وهو ما يؤرق مضجعهم ليل نهار. عملية الترحيل عرفت في الآونة الأخيرة تباطؤا لعدة أسباب ترجع بالأساس إلى عدم فتح حوار جدي مع الساكنة ،وإيجاد الحلول الممكنة ليستفيد من له الحق في ذلك. فرغم قيام السلطات المحلية والولائية بكل أصناف التجارب، من بينها التدخل بالقوة العمومية ورفع دعاوى الافراغ، والإفراغ بالقوة والترغيب والترهيب، إلا أن كل هذا لم يحل المشكلة في أقدم تجمع صفيحي بالمغرب. ورغم أنه لم تبق إلا فئة قليلة كان من الممكن إيجاد حل لها، إلا أن بعضهم متشبث بأحقيته بالاستفادة، و لأبنائه الذين تزوجوا أو مقبلون على سن الزوج. وتبقى التلاعبات التي عرفها إحصاء ساكنة الكريان في تسعينيات القرن الماضي، من بين المسببات التي أغرقت هذا المشكل في مستنقع تأخير عملية الترحيل، ويأمل السكان المتبقون في إيجاد حل ينصفهم ويوفر لهم سكنا كريما.