"من يشعل الحرائق بكريان سنطرال، ولماذا"، سؤال أصبح يقض مضجع قاطني أقدم حي صفيحي في الدارالبيضاء صباح مساء. "" بعد أن تنامت في الآونة الأخيرة موجة الحرائق التي تندلع من حين إلى آخر في دوره القصديرية، دون تحديد أسبابها ومن يقف وراءها. وأكد عدد من قاطني كريان سنطرال، بالحي المحمدي، في إفادات ل "المغربية"، أن لعنة الحرائق تخيف قاطني الدور الصفيحية، إذ أصبحوا محرومين من نعمة النوم وراحة البال، وباتوا خائفين من أن تلتهم أجسادهم ألسنة النيران، التي يمكن أن تشتعل في أية لحظة وحين. وذكر أحد القاطنين أنه بعد الحريقين المجهولين اللذين شبا، مساء الثلاثاء الماضي، في أكواخ كرياني خليفة وبوعزة، ودمرا أزيد من 50 كوخا صفيحيا، لأسباب لم يجر تحديدها بعد، اندلع بعد ظهر أول أمس الأربعاء، حريقان صغيران أخمدا بسرعة من طرف السكان. وأضاف المصدر ذاته أن الحريق الأول اندلع في كوخ بكريان خليفة بالزنقة 16، والحريق الثاني بكريان القبلة في محل تجاري بالزنقة 4، مشيرا إلى أن السكان يتحدثون عن اعتقال أحد الأشخاص كان يتجول بقنينة مملوءة ب »الدوليو«، ويشتبه في كونه كان يحاول استعمالها في إضرام النار. وأوضح المصدر ذاته أن المتضررين من الحريقين الكبيرين ما يزالون يعيشون في العراء وأصبحوا مشردين من دون مأوى، ولم يزرهم إلى حدود كتابة هذه الأسطر، أي أحد من المسؤولين سواء من المقاطعة أو العمالة، اللهم يضيف، المصدر ذاته، "إرسال المقدمين من أجل إحصاء عدد المتضررين وتسجيل مساحة الأكواخ المحترقة، وحث المتضررين على إزالة بقايا الحريق، وأخذ حيطتهم وحذرهم من حرائق مفاجئة". وأكد المصدر ذاته عدم تلقي المتضررين أي إعانات تذكر، وأن المسؤولين لم يكلفوا أنفسهم عناء مد الأسر التي تبيت في العراء، خياما تقيهم شر البرد القارس. وزاد شارحا "جميع القاطنين يطالبون بسكن لائق، ولا يريدون الاستمرار في موجة الخوف والذعر التي يعيشونها يوميا، خاصة وأن أغلبهم دفع مبالغ مالية مهمة من أجل الاستفادة من مشاريع إعادة قاطني الدور الصفيحية، لكن لا شيء تحقق". وأعلن المصدر نفسه أن القاطنين "يشعرون بمؤامرة تحاك ضدهم، من أجل الضغط عليهم لإخلاء الأرض التي يقطنون بها، بعد تفويتها لإحدى الشركات"، مشددا على أن السكان يطالبون بالاستفادة من سكن لائق أو بقع أرضية، كالتي استفاد منها قاطنو كريان السكويلة بسيدي مومن. ولجأت العديد من الأسر التي احترقت أكواخها إلى نصب أشباه أكواخ بصفة مؤقتة في الشوارع المجاورة للاحتماء بداخلها، فيما نزل آخرون ضيوفا على أقرباء لهم مجاورين للكريان أو يقطنون به، إلى حين حل وضعيتهم.